کد مطلب:39894 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:487

وتجتلی هامته والمِعصم











وحمل كلّ واحد منهما علی صاحبه فاختلفا بضربتین فوقعت ضربة (كلّ) واحد منهما علی الآخر فقتلته، وأحدقت أهل النجدات والشجاعة بالجمل فكان لا یأخذ أحد بخطام الجمل إلّا قُتل، وكان لا یأخذه إلّا من یُنسب ویقول أنا فلان بن فلان الفلانی، فواللَّه إن كان إلّا الموت الأحمر وما أخذه أحد، ثمّ أفلت منه فعاد إلیه [1] .

وجاء عبداللَّه بن الزبیر[2] وأخذ بخطام الجمل وهو ساكت لم یتكلّم (فقالت له

عائشة: من أنت یا هذا؟ لم لا تنتسب؟ فقال: أنا ابن اُختك، قالت: عبداللَّه؟! واثكل) أسماء، فجاءه الأشتر (رض) وهو آخذ بالخطام فاقتتلا قتالاً شدیداً فضربه الأشتر (رض) علی رأسه فجرحه جراحة خفیفه ثمّ اعتنق كلّ واحد منهما بصاحبه وسقطا علی الأرض، فقال ابن الزبیر: اقتلونی ومالكاً[3] ، فلم یعرفوا مالكاً مَن هو[4] ، ولو عرفه أصحاب ابن الزبیر لقتلوه.

ثمّ إنهما افترقا[5] فجاء الأشتر یقول: لقیت فی ذلك الیوم جماعة من الأبطال فما

لقیت منهم ما لقیت من ابن الزبیر ولقیت من عبدالرحمن بن عتاب أشدّ من ذلك، لقیته أشدّ الناس بأساً وأشجعهم قلباً وأثبتهم جأشاً، وما كدت أن أنجو منه وتمنّیت أنی لم أكن لقیته [6] وما رؤی مثل ذلك الیوم وكثرة من اُصیب یوم الجمل ومن قُتل حوله من العسكرین وقُتل علیه خلائق لا یحصون وقُطعت علیه أیدٍ كثیرة حتّی صاح علیّ: اعقروا الجمل [7] إنْ یُعْقَر الجمل تفرّق الناس، فانتدب (له) رجل یقال له بحیر بن دلجة الكلابی [8] فضرب ساقه فسقط إلی الأرض (علی جنبه وله جرجرة

عظیمة لم یسمع بمثلها، ولا سمع أشدّ من عجیجه حین سقط إلی الأرض)فانهزم الناس وتفرق أصحاب عائشة، فجاء القعقاع وورقة بن نوفل فقطعا ابطان الجمل وحملا الهودج وأنزلاه إلی الأرض وفیه عائشة وأنّ الهودج لكان كقنفذ[9] لما فیه من السهام، ثمّ أطافا به وفرّ من فرّ وانهزم من انهزم.

فأمر علیّ علیه السلام بالنداء فی الناس أن لا یتبعوا مدبراً ولا یجهزوا علی جریح ولا یدخلوا داراً ولا یسلبوا سلاحاً ولا ثیاباً ولا متاعاً[10] وأمر علیّ علیه السلام بأن یحمل الهودج من بین القتلی وأرسل إلی عائشة أخاها محمّد بن أبی بكر[11] وأمره أن یضرب علیها قبّة، وقال: انظر هل وصل إلیها شی ء من سهم أو جرح، فأدخل رأسه

فی هودجها فقالت: من أنت؟ قال: أبغض أهلك إلیك، قالت: ابن الخثعمیة؟ قال: نعم، قالت: یا ابن أبی الحمد للَّه الّذی عافاك [12] .

فلمّا كان اللیل أدخلها أخوها إلی البصرة وأنزلها فی دار عبداللَّه بن خلف الخزاعی [13] علی صفیة بنت الحارث (بن طلحة) بن أبی طلحة بن العزّی بن عثمان بن عبدالدار وهی اُمّ طلحة الطلحات [14] ، وتسلّل الجرحی لیلاً من بین القتلی

فدخلوا البصرة[15] ، وأقام علیّ علیه السلام بظاهر البصرة ثلاثاً[16] وأذن للناس فی دفن قتلاهم، فخرجوا إلیهم فدفنوهم.

وطاف علیّ علیه السلام علی [17] القتلی فلمّا أتی كعب بن سور قال: زعمتم أن لا یخرج معهم إلّا السفهاء. وأتی علیّ علیه السلام علی عبدالرحمن بن عتّاب فقال: هذا یعسوب القوم [18] الّذی كانوا یطوفون [19] به واجتمعوا علی الرضا به لصلاتهم [20] وأتی علیّ علیه السلام

علی قبر طلحة بن عبیداللَّه فقال: لهفی علیك یا أبا محمّد، إنّا للَّه وإنّا إلیه راجعون، واللَّه لقد كنت أكره أن أری قریشاً صرعی، أنت واللَّه یا أبا محمّد كما قال الشاعر:


فتیً كان یدنیه الغنی من صدیقه
إذا ما هو استغنی [21] وأسعده الفقر[22] .

وأتی علی ابنه محمّد وهو صریع فوقف علیه وقال: هذا رجل قتله برّه بأبیه [23] وصلّی علیّ علیه السلام علی جمیع القتلی من أهل البصرة والكوفة وغیرهم وأمر فدُفنت الأطراف [24] جمیعاً فی قبر عظیم وجمع ما فی العسكرین من سلاح وثیاب وطرح فی المسجد وقال: من عرف شیئاً فلیأخذه إلّا سلاحاً فی الخزائن (كان)علیه سمة السلطان [25] .

ولمّا فرغ علیّ علیه السلام من الواقعه أتاه [26] الأحنف بن قیس [27] فی بنی سعد یهنّونه

بالنصر، فقال له علیّ علیه السلام: تربّصت یا أحنف؟![28] فقال الأحنف: ما كنت أری إلّا أ نّی قد أحسنت وبأمرك كان ما كان یا أمیر المؤمنین، ارفق فإنّ طریقتك الّتی سلكت

بعید وأنت إلی غدٍ أحوج منك إلی أمس، فاعرف إحسانی وأستبق مودّتی لغد، ولا تقل مثل هذا فإنّی لم أزل لك ناصحاً[29] .

ودخل علیّ علیه السلام البصرة یوم الاثنین فبایعه أهلها علی رایاتهم حتّی الجرحی والمستأمنة[30] ثمّ راح إلی عائشة وهی فی بیت عبداللَّه بن خلف وهی أعظم دار بالبصرة، فسلّم علیها وجلس إلیها[31] ثمّ إنّ عائشة سألت عن الناس ومن قُتل منهم ممّن كان معها ومع علیّ، فكلّما نعی واحد من الفئتین قالت: یرحمه اللَّه، فقیل لها: كیف ذلك؟! قالت: كذلك قال رسول اللَّه فلان فی الجنة وفلان فی الجنة. وقال علیّ علیه السلام: إنّی لأرجو أن لا یكون أحد قُتل منّا ومنهم وقلبه نقی مخلص للَّه تعالی إلّا أدخله اللَّه الجنة[32] .

ثمّ إنّ علیاً علیه السلام جهّز عائشة بكلّ ما ینبغی لها من مركب وزاد (ومتاع)وغیر ذلك وبعث معها كلّ من نجا ممّن كان معها فی الوقعة من أصحابها إلّا من أحبّ[33] المقام [34] ، واختار لها أربعین امرأة من نساء أهل البصرة المخبورات المعروفات سیّرهنّ معها وسیّر معها أخاها محمّد بن أبی بكر[35] .

ولمّا كان الیوم الّذی ارتحلت فیه عائشة أتاها علیّ علیه السلام بنفسه فوقف لها وحضر الناس لوداعها فقالت: یابنی لا یعتب [36] بعضنا علی بعض (إنّه)واللَّه لم یكن بینی وبین علیّ فی القدیم إلّا ما یكون بین المرأة وأحمائها[37] وإنّه عندی علی معتبتی [38] لمن الأخیار، فقال علیّ علیه السلام: (أ یّها الناس)صدقت واللَّه ما كان بینی وبینها إلّا ذاك وإنّها لزوجة نبیّكم [39] صلی الله علیه وآله فی الدنیا والآخرة. وخرجت یوم السبت غرة رجب وسار معها علیّ علیه السلام أمیالاً وسرح [40] بنیه معها یوماً كاملاً[41] وكان توجّهها إلی مكة المشرّفة فأقامت بها إلی أیّام الحجّ فحجّت ثمّ رجعت إلی المدینة[42] .

وأمّا المنهزمون یوم الجمل فكان منهم: عتبة بن أبی سفیان جرح هو وعبدالرحمن ویحیی ابنا الحَكم، فساروا فی [43] البلاد فلقیهم عصمة بن أبَیر[44] التمیمی فقال: هل لكم فی الجوار؟ فقالوا: نعم، فأجارهم وأنزلهم عنده حتّی برئت جراحاتهم وسیّرهم نحو الشام فی أربعمائة راكب، فلّما وصلوا معهم إلی دومة الجندل قال [45] : ارجعوا فقد وفت ذمّة صاحبكم وقد قضیتم ما علیكم، فرجعوا عنهم. وأمّا ابن عامر فإنّه جرح أیضاً فلقیه رجل من بنی حرقوص فأجاره وسیّره إلی الشام. وأمّا مروان بن الحَكم فاستجار بمالك بن مِسمع فأجاره فحفظ بنو مروان ذلك لمالك فی أیّام خلافتهم وانتفع بهم وشرّفوه وكرّموه. وأمّا عبداللَّه بن الزبیر فإنّه نزل بدار رجل من (ال)أزد وبیده ستّ وثلاثون جراحة، فقال للأزدی: اذهب إلی اُمّ المؤمنین عائشة وأخبرها بمكانی وإیّاك أن یطّلع علی هذا محمّد بن

أبی بكر[46] ، (فأتی الأزدی عائشة فأخبرها فقالت: علیَّ بمحمّد بن أبی بكر فقال لها الأزدی: إنّه نهانی من أن یعلم بمكانه، فقالت: لا علیك، فلمّا أتاها محمّد بن أبی بكر) فقالت: اذهب مع هذا الرجل وائتنی بابن اُختك عبداللَّه.فانطلقَ معه حتّی دخلا علیه، فخرج به إلی عائشة وهی بدار عبداللَّه بن خلف الّتی كانت نازلتها فی البصرة[47] .

ولمّا فرغ علیّ علیه السلام من بیعة أهل البصرة قسّم ما كان فی بیت المال علی من شهد معه [48] الوقعة فأصاب كلّ رجل [49] منهم خمسمائة دینار[50] وقال لهم: إن أظفركم اللَّه بأهل الشام فلكم مثلها إلی اعطیاتكم [51] .

قال القعقاع بن عمرو: ما رأیت شیئاً أشبه (بشی ءٍ) من قتال یوم الجمل بقتال یوم صفّین، ولقد رأیتنا ندافعهم بأسنّة رماحنا ونتكئ علی أزجّتها وهم مثل ذلك حتّی لو أنّ الرجال مشت علیها لاستقلّت بهم [52] .

وقال عبداللَّه بن سنان الكاهلی: لمّا كان یوم الجمل ترامینا بالنبل حتّی فنیت، وتطاعنّا بالرماح حتّی انكسرت، وتشبّكت فی صدورنا وصدورهم حتّی لو أنّ الخیل سیرت علیها لسارت. فقال علیّ علیه السلام: السیوف یا أبناء المهاجرین والأنصار، فما شبهت وقع أصواتها فی البیض والجحف إلّا بأصوات القصّارین [53] .

وعلم أهل المدینة بوقعة الجمل من یومها من البصرة قبل أن تغرب الشمس، وذلك لمّا كانت تمرّ النسور حول المدینة یری معها من أعضاء القتلی من ید ورجل وعضد وغیر ذلك فیتساقط منها، ووجد كفّ فیه خاتم نقش عبدالرحمن بن عتّاب. وعلم مَن بین مكة والمدینة لمثل ذلك لما یتساقط من النسور علیهم من أعضاء بنی آدم [54] .

وذكر نقلة الأخبار وأصحاب التواریخ أنّ عدّة من قُتل من أهل الجمل ستة عشر ألفاً وسبعمائة وتسعون رجلاً، وكانت [55] جملتهم ثلاثین ألفاً، فأتی القتل علی أكثرٍ من نصفهم، وأنّ عدّة من قتل من أصحاب علیّ علیه السلام ألفاً وسبعون رجلاً وكانت عدّتهم عشرین ألفاً، وقیل غیر ذلك، واللَّه أعلم [56] .

ولمّا انقضت وقعة الجمل اتفق حرب صفّین [57] المشتمل علی وقایع یضطرب لها فؤاد الجلید، ویشیب لها فؤاد الولید، ویجبن منها قلب البطل الصندید، وذلك أنّ علیاً علیه السلام لمّا عاد من البصرة بعد فراغه من الجمل قصد الكوفة وأرسل إلی جریر بن عبداللَّه البجلی[58] وكان عاملاً علی هَمدان [59] استعمله علیها

عثمان [60] ، وأرسل إلی الأشعث بن قیس [61] وكان عاملاً علی آذربیجان من جهة عثمان أیضاً[62] ، فلمّا حضرا أخذ علیهما البیعة وأقرّهما علی عملهما[63] .

ثمّ إنّ علیاً علیه السلام خرج بعسكره إلی النُخیلة[64] واستنفر[65] الناس للمسیر إلی معاویة وقتال أهل الشام، فبلغ ذلك معاویة فاستشار عمرو بن العاص [66] فقال له: أمّا إذا سار إلیك علیّ بنفسه فاخرج إلیه بنفسك ولا تغب عنه برأیك ومكیدتك [67] فخرج معاویة وخرج معه عمرو بن العاص فكتبا الكتایب، وعبّیا الجیوش، وعقد معاویة لواءً لعمرو بن العاص، ولواءً لابنیه محمّد وعبداللَّه ولواءً لغلامه وردان، وفی ذلك یقول [68] :


هل یغنین [69] وردانُ عَنّی قَنْبَرا
وتُغنِیَ السَكونُ [70] عنّی حِمْیَرا


إذا الكُماةُ لَبِسوا السنورا[71] .

فبلغ ذلك علیاً علیه السلام فقال [72] .


لاصبِحنَّ العاص ابن العاصی
سبعین [73] ألفاً عاقدی النواصی


مُسْتَحقبیْنَ حَلَق الدلاصی
قد جنّبوا الخیل مع القلاصِ [74] .


مجنِّبین الخیل بالقِلاص
مستحقبین حَلَق الدِلاص


آساد غیلٍ حین لا مناص

ثمّ إنّ كلّ واحد منهما سار فی لقاء الآخر فتوافوا علی الفرات فدعا علیّ علیه السلام أبا عمرة[75] بشیر بن عمرو بن مِحصَن الأنصاری [76] ، وسعد بن قیس الهمدانی[77] وشبث بن ربعی التمیمی [78] فقال لهم: اذهبوا إلی هذا الرجل- یعنی معاویة- وادعوه إلی اللَّه تعالی وإلی الطاعة والجماعة لعلّ اللَّه تعالی أن یهدیه ویلتئم شمل هذه

الاُمّة[79] وكان ذلك فی أوّل یوم من ذی الحجّة سنة ستّ وثلاثین من الهجرة، فأتوه ودخلوا علیه، فابتدأ[80] بشیر بن عمرو الأنصاری فحمد اللَّه وأثنی علیه وقال: یا معاویة، إنّ الدنیا عنك زائلة وإنّك راجع إلی الآخرة، وإنّ اللَّه تعالی محاسبك بعملك[81] ومجازیك بما قدّمت یداك [82] وإنّی اُنشدك اللَّه تعالی أن لا تفرّق جماعة هذه الاُمة وأن لا تسفك دماءها فیما بینها. فقطع معاویة علیه كلامه وقال: هلّا أوصیت [83] بذلك صاحبك، فقال: إنّ صاحبی لیس أحد مثله وهو صاحب السابقة فی الإسلام والفضل والدین والقرابة من رسول اللَّه صلی الله علیه وآله [84] .

قال: فما الّذی عندك یا ابن عمرو؟ وما الّذی تأمرنی به؟ قال: الّذی عندی وما آمرك به تقوی اللَّه وإجابة ابن عمّك إلی ما یدعوك إلیه من الحقّ فإنّه أسلم لك فی دنیاك وخیرٌ لك فی عاقبةأمرك، قال معاویة: ونُطل [85] دم عثمان واللَّه لا أفعل ذلك أبداً.

ثمّ تكلّم سعد بن قیس وشبث بن ربعی، فلم یلتفت معاویة إلی كلامهم وقال: انصرفوا من عندی فإنّه لیس بینی وبینكم إلّا السیف [86] ، فقال له شبث بن ربعی: أفعلینا تهول [87] بالسیف؟ واُقسم لیعجلِنّ بها إلیك [88] .

فأتوا علیاً علیه السلام فأخبروه بالّذی كان [89] ، فجعل علیّ علیه السلام بعد إتیانهم بكلام معاویة یأمر الرجل ذا الشرف من أصحابه أن یخرج فی خیل (فیخرج إلیه جماعة من أصحاب معاویة فی خیل) مثلها فیقتتلان، ثمّ تنصرف كلّ خیل إلی أصحابها وذلك لمّا كرهوه [90] من ملاقاة جمع أهل العراق لجمع أهل الشام فیكون فیه استئصال العسكرین وذهاب الفئتین وهلاك المسلمین [91] فكان علیّ علیه السلام یخرج مرّة، ومرّة الأشتر[92] ، ومرّة حجر بن عدی الكندی [93] ، ومرّة شبث بن ربعی [94] ، ومرّة خالد بن

المعمر[95] ، ومرّة زیاد بن النضر الحارث [96] ، ومرّة زیاد بن خصفة التیمی [97] ، ومرّة سعد بن قیس الهمدانی [98] ، ومرّة معقل بن قیس الریاحی [99] ، ومرّة قیس بن سعد الأنصاری [100] رضی اللَّه عنهم [101] وكان الأشتر (رض) أكثرهم خروجاً للقتال [102] .

وكان معاویة یخرج إلیهم عبدالرحمن بن خالد بن الولید[103] مرّة، ومرّة أبو الأعور

السلمی [104] ، ومرّة حبیب بن مسلمة[105] الفهری [106] ، ومرّة (ابن)ذی الكلاع الحمیری [107] ، ومرّة عبیداللَّه [108] بن عمر (بن الخطّاب [109] )، ومرّة شرحبیل بن السِّمط

الكندی [110] ،

ومرّة حمزة بن مالك الهمدانی [111] فاقتتلوا أیام ذی الحجّة وربما اقتتلوا فی الیوم الواحد مرّتین [112] .

ثمّ دخلت سنة سبع وثلاثین فحصل فی شهر المحرّم منها بین علیّ علیه السلام ومعاویة موادعة علی الحرب طمعاً فی الصلح واختلفت الرسل بینهما فلم یتّفق صلح [113] فلمّا

انسلخ المحرم أمر علیّ علیه السلام منادیاً فنادی: یا أهل الشام یقول لكم أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب إنی استدمتكم [114] لتراجعوا الحقّ وتنیبوا إلیه فلم تفعلوا ولم تنتهوا عن طغیان ولم تجیبوا إلی طاعة وإنّی قد نبذت إلیكم سواء واللَّه لا یحبّ الخائنین [115] .

ثمّ أصبح علیّ علیه السلام فجعل علی خیل (أهل) الكوفة الأشتر[116] (رض)، وعلی خیل

أهل) البصرة سهل بن حنیف [117] ، وعلی رجّالة (أهل)الكوفةعمّار بن یاسر[118] (رض)،

وعلی رجّالة (أهل) البصرة قیس بن سعد[119] ، وجعل مسعر بن فدكی علی قرّاء الكوفة[120] وقرّاء أهل البصرة، وأعطی الرایة هاشم بن عتبة المرقال [121] ، وخرج إلی مصافّاتهم [122] .

وذلك فی أوّل یوم من صفر[123] .

فخرج إلیهم معاویة وقد جعل علی میمنته (ابن)ذا الكلاع الحمیری [124] ، وعلی میسرته حبیب بن مسلمة الفهری [125] ، وعلی مقدمته أبا الأعور السلمی [126] ، وعلی خیل دمشق عمرو بن العاص [127] ، وعلی رجالة دمشق مسلم بن عقبة[128] المرّی [129] ، وعلی بقیة أصحابه الضحّاك بن قیس[130] [131] وبایع رجالٌ رجالاً من أهل الشام علی

الموت فعقَّلوا أنفسهم بعمائمهم [132] وكانوا خمس [133] صفوف.

فلمّا توافقت الأبطال وتصافّت الخیل للمبارزة والنزال خرج من عسكر معاویة فارس من أهل الشام معروف بشدّة البأس وقوّة المراس یقال له المخراق [134] بن عبد الرحمن [135] فوقف بین الصفّین وسأل المبارزة، فخرج إلیه فارس من أهل العراق یقال له ابن المرادی [136] فتطاعنا بالرماح ثمّ تضاربا بالصفاح وظفر به الشامی فقتله، ثمّ نزل عن فرسه فاحتزّ[137] رأسه وحكّ بوجهه الأرض وتركه مكبوباً علی وجهه، ثمّ ركب فرسه وسأل المبارزة فخرج إلیه فتیً من الأزد یقال له مسلم بن عبد ربّه [138] فقتله الشامی أیضاً وفعل به ما فعل بالأوّل أیضاً.

ثمّ ركب فرسه وخرج إلی المبارزة فخرج إلیه علیّ علیه السلام متنكراً فتجاولا ساعة ثمّ ضربه الإمام البطل الهمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام بالسیف جاءت عاتقه رمت بشقّه [139] .

إلی الأرض وسقط، ونزل علیّ علیه السلام عن فرسه وحزّ[140] رأس الشامی وجعل وجهه إلی السماء، ثمّ ركب ونادی: هل من مبارز؟ فخرج إلیه فارس من فرسان الشام فقتله علیّ علیه السلام ونزل عن فرسه وحزَّ رأسه وجعل [141] وجهه إلی السماء، ثمّ ركب ونادی: هل من مبارز فخرج إلیه فارس آخر من فرسان الشام فقتله وفعل به كما فعل بصاحبیه الأوّلین، وهكذا إلی أن قتل منهم سبعة، فأحجم الناس عنه ولم یقدم علی مبارزته أحد بعد اُولئك، فجال بین الصفّین جولة ورجع إلی أصحابه ولم یعرفه أهل الشام لأنه كان متنكّراً[142] .

ومنها: ما اتفق فی بعض أیّامها وقد تقابل الجیشان، إذ خرج فارس من أبطال عسكر أهل الشام یقال له: كریب بن الصباح [143] فوقف بین الجمعین[144] وسأل المبارزة

فخرج إلیه فارس من أهل العراق یقال له المرقع الخولانی [145] فقتله الشامی، ثمّ خرج إلیه الحارث الحكمی[146] فقتله الشامی أیضاً، فنظر الناس إلی مقام فارس صندید فخرج إلیه علیّ علیه السلام بنفسه الكریمة فوقف بإزائه وقال له: من أنت أیّها الفارس فقال: أنا كریب [147] بن صالح الحمیری فقال له علیّ علیه السلام: یا كریب اُحذرك اللَّه فی نفسك وأدعوك إلی كتابه وسنّة نبیه محمّد صلی الله علیه وآله فقال (له)كریب: من أنت؟ فقال أنا علیّ بن أبی طالب، یا كریب اللَّه اللَّه فی نفسك فإنّی أراك بطلاً فارساً فیكون لك مالنا وعلیك ما علینا ولایغررك معاویة، فقال: ادنُ منّی یا علیّ، وجعل یلوح بسیفه فجرّد الإمام سیفه ودنا منه فتجاولا ساعة ثمّ اختلفا بضربتین فسبقه الإمام بالضربة فقتله وسقط إلی الأرض [148] ثمّ نادی: هل من مبارز؟ فخرج إلیه الحارث الحمیری [149] فقتله وسقط علی الأرض، وهكذا لم یزل یخرج إلیه فارس بعد فارس إلی أن قتل منهم أربعة[150] وهو یقول: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَی عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَی عَلَیْكُمْ (وَاتَّقُواْ اللَّهَ)وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِینَ )[151] .

ثمّ قال [152] علیّ علیه السلام: یا معاویة هلمّ إلی مبارزتی لا تفنی العرب بیننا[153] ، فقال معاویة: لا حاجة لی فی مبارزتك فقد قتلت أربعة من أبطال العرب فحسبك [154] فصاح فارس من أصحاب معاویة یقال له عروة[155] فقال: یا ابن أبی طالب إن كان معاویة قد[156] كره مبارزتك فأنا[157] ، وجرّد سیفه وخرج للإمام فتجاولا ثمّ إنّه سبق الإمام بضربة تلقّاها علیّ علیه السلام فی سیفه، ثمّ إنّ علیاً علیه السلام ضربه ضربةً علی رأسه ألقاه إلی الأرض قتیلاً[158] ، فعظم علی أهل الشام قتل عروة لأنه كان من أعظم شجعانهم ومشاهیر فرسانهم ثمّ حجز اللیل بینهم.

ومنها: ما اتّفق أیضاً فی بعض أیّامها وقد تقابل الجیشان إذ خرج علیّ بن أبی طالب علیه السلام متنكّراً فدعا بالمبارزة[159] فقال معاویة لعمرو بن العاص: عزمت علیك إلّا

ما خرجت لمبارزة هذا الفارس، فخرج إلیه عمرو وهو لا یعرف أنه علیّ، فلمّا رآه علیّ عرفه فاطّرد[160] بین یدیه لیبعده عن أصحابه [161] ، فتبعه عمرو هو یقول:[162] .


یا قادة الكوفة یا أهل الفتن
أضربكم ولا أری أبا الحسن


فكرّ علیه علیّ علیه السلام وهو یقول:


أبو الحسین فاعلمنّ والحسن
قد جاك یقتاد العنان والرسن


فعرفه عمرو فولّی عنه ركضاً وهو یقول: مكره أخاك لا بطل، فلحقه علیّ علیه السلام فطعنه طعنة جاءت فی فضول [163] درعه فألقته إلی الأرض فظنّ أنّ علیاً قاتله فرفع

رجلیه [164] فبدت سوأته، فصرف علیّ عنه وجهه راجعاً إلی عسكره وهو یقول: عورة المؤمن حمی، فقام عمرو فركب فرسه وأقبل علی معاویة فجعل معاویة یضحك [165] منه، فقال عمرو: ممّ تضحك؟ واللَّه لو تكن أنت وبدا له من صفحتك ما بدا (له)من صفحتی لصرت كذلك وما أقالك، فقال له معاویة: لو كنت أعلم أ نّك ما تحمل مزاحاً ما مازحتك، فقال عمرو: وما أحملنی للمزاح ولكنّی رأیت أن لقی رجل رجلاً قصد أحدهما علی الآخر انفطر السماء دماً، فقال معاویة: ولكنها سوأة تعقب فضیحة الأبد، أما واللَّه لو عرفته ما قدمت علیه. والی ذلك أشار أبو فراس بقوله:


ولا خیر فی دفع [166] الردی بمذلّة
كما ردّها یوماً بسوأته عمرو


ثمّ إن فارساً من فرسان معاویة كان مشهوراً بالشجاعة یقال له بُسر بن أرطاة[167] .

حدّثته نفسه بالخروج إلی علیّ بن أبی طالب علیه السلام ومبارزته، وكان له غلام شهم شجاع یقال له لاحق [168] فشاوره فی ذلك فقال: ما اُشیر علیك إلّا أن تكون واثقاً من نفسك [169] إنّك [170] من أقرانه ومن فرسان میدانه فابرز إلیه فإنّه الأسد[171] الخادر والشجاع

المطرق، وأنشد العبد یقول [172] :


فأنت له یابُسر إن كنتَ مثله
وإلّا فإنّ اللیث للضبع آكل


متی تلقه فالموت فی رأس رمحه
وفی سیفه شغل لنفسك شاغل


قال: ویحك هل هو إلّا الموت، واللَّه لابدّ لی من مبارزته علی كلّ حال [173] فخرج بُسر بن أرطاة لمبارزة علیّ فلمّا رآه علیّ علیه السلام حمل علیه ودقّه بالرمح، فسقط علی قفاه إلی الأرض فرفع رجلیه [174] فبدت سوأته، فصرف علیّ علیه السلام وجهه فوثب بُسر قائماً وقد سقطت البیضة[175] عن رأسه فعرفه أصحاب علیّ، فصاحوا به: یا أمیر المؤمنین إنّه بُسر بن أرطاة لا یذهب، فقال (رض): دعوه [176] وإن كان فعلیه ما یستحقّ، فركب جواده ورجع إلی معاویة. فجعل معاویة یضحك منه ویقول له: لا علیك ولا تستحی، فقال [177] : نزل بك ما نزل بعمرو فصاح رجل [178] من أهل الكوفة: ویلكم یا أهل الشام أما تستحون من كشف الاستاه، وأنشد بقوله [179] :


ألا[180] كلّ یوم فارس بعد فارس[181] .
له عورة وسط[182] العجاجة بادیة


یكفّ حیاً لها[183] علیّ سنانه
ویضحك منها فی الخلاء معاویه


بدت أمس من عمرو فقنّع [184] رأسه
وعورة، بُسر مثلها حذو حاذیه


فقولا لعمرو وابن أرطاة أبصرا
سبیلكما لاتلقیا اللیث ثانیه


ولا تحمدا إلّا الحیاه [185] وخصاكما
هما كانتا واللَّه للنفس واقیه


فلولاهما لم تنجوا من سنانه
وتلك بما فیها عن العود كافیه ناهیه [186] .


متی تلقیا الخیل المشیحة[187] صُبْحَةً
وفیها علیٌّ فاتركا الخیل ناحیه


وكان بُسر بن أرطاة یضحك من عمرو وصار عمرو یضحك منه [188] ، وتحامی أهل الشام علیاً وخافوه خوفاً شدیداً[189] ولم یقدر[190] واحد منهم مبارزته، وصار علیّ علیه السلام لا یخرج إلی المبارزه إلّا متنكّراً.

ثمّ إنّ مولی من موالی عثمان یقال له الأحمر[191] وكان شجاعاً خرج یبغی المبارزة، فخرج له مولی لعلی یقال له كیسان [192] فحمل كلّ منهما علی صاحبه فسبقه الأحمر بالضربة فقتله [193] ، فقال علیّ: قتلنی اللَّه إن لم أقتلك به [194] فكرّ علیّ علی

العبد فرجع العبد علیه بالسیف فضربه فتلقّاها علیّ بسیفه فنشب[195] السیف بالسیف، فدنا علیّ منه ومدّ یده إلی عنقه فقبض [196] علیها ورفعه عن فرسه وجلد[197] به الأرض فكسر ظهره وأضلاعه ورجع عنه [198] .

وكان لمعاویة عبدٌ یقال له حریث [199] وكان فارساً بطلاً شجاعاً ومعاویة یحذّره من التعرّض لعلیّ بن أبی طالب علیه السلام [200] فخرج علیّ متنكّراً یطلب المبارزة وقد عرفه عمرو بن العاص فقال لحریث: «علیك بهذا الفارس لایفوتنّك اقتله وتشیع به، فخرج له حریث وهو لا یعرف أنه علیّ، فما كان بأسرع من أن ضربه الإمام بالسیف ضربةً علی اُمّ رأسه سقط منها إلی الأرض قتیلاً، وتبین لمعاویة ولأهل الشام أنّ قاتله علیّ بن أبی طالب علیه السلام فشقّ ذلك علی معاویة وقال لعمرو: أنت قتلت عبدی وغررته ولم یقتله أحد غیرك [201] .

ومنها: ما اتّفق فی بعض مصافّه [202] أن خرج العباس بن ربیعة الهاشمی [203] من

أصحاب علیّ علیه السلام وخرج إلیه فارس مشهور یقال له غرار[204] من أصحاب معاویة فقال: یا عباس هل لك فی المبارزة؟ فقال العباس: هل لك فی المنازلة، فقال: نعم، فرمی كلّ واحد منهما بنفسه عن فرسه وتلاقیا وكفّ أهل الجیشین[205] أعِنَّة خیولهم عنهما لینظرا ما یكون من أمرهما، فتجاولا ساعةً بسیفهما فلم یقدر أحد منهما علی الآخر. ثمّ إنّهما تجاولا ثانیةً فتبیّن للعباس وهن فی درع الشامی، وكان سیف العباس قاطعاً فضربه بالسیف علی وسطه [206] من فوق الدرع فقسمه [207] بنصفین فكبّر الناس وعجبوا لذلك.

وعطف العباس علی فرسه فركبها وجال بین الصفّین [208] ، فقال معاویة لأصحابة من خرج منكم إلی العباس [209] فقتله فله عندی دیتان [210] ، فخرج فارسان من لخم[211] وقال كلّ واحد منهما: أنا له، فقال اخرجا (إلیه)فأیّكما (سبق إلی) قتله فله من

المال عندی ما قلت[212] وللآخر نصف مثله [213] ، فخرجا جمیعاً ووقفا فی مقرّ المبارزة[214] ثمّ صاحا: یا عباس هل لك فی المبارزة فابرز لأیّنا اخترت، فقال: (حتّی)أستأذن أمیری[215] وأرجع إلیكما فجاء إلی علیّ علیه السلام فاستأذنه فقال علیّ (رض): أنا لهما ادنُ منّی یا عباس وهات لبسك وفرسك وجمیع ما علیك وخذ لبسی وفرسی.

ثمّ إنّ علیّاً علیه السلام خرج إلیهما فجال بین الصفّین وكلّ من رأه یظنّه العباس فقال له اللخمیان: استاذنت صاحبك [216] فتحرّج علیّ علیه السلام من الكذب فقال: (أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُالِمُواْ وَ إِنَّ اللَّهَ عَلَی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ)[217] فتقدّم إلیه أحدهما فاختلفا[218] بضربتین سبقه أمیر المؤمنین بالضربة فجاءت [219] علی بطنه [220] فقطعته بنصفین، فتقدّم إلیه الآخر فما كان بأسرع من طرفة عین من أن ألحقه بصاحبه، وجال بین الصفّین جولة ورجع إلی مكانه، فتبیّن لأهل الشام ومعاویة أنّه علیّ بن أبی طالب علیه السلام ولكنه تنكّر، فقال معاویة: قبّح اللَّه اللجاج، إنّه لقعود ما ركبه أحد قطّ إلّا خذله [221] ، فقال عمرو: المخذول واللَّه اللخمیان لا (أنت )[222] .

ومنها: لیلة الهریر[223] الّتی كلما أردی [224] علیّ (رض) فیها قتیلاً أعلن علیه بالتكبیر فاُحصیت [225] تكبیراته فی تلك اللیلة فكانت خمسمائة تكبیرة وثلاثاً وعشرین تكبیرة بخمسمائة وثلاثاً وعشرین قتیلاً[226] ، وكان الناس یتلاطمون فی تلك [227] .

اللیلة تلاطم السیول والأمواج ویتصادمون تصادم الفحول عند الهیاج. ولمّا أسفر صبح هذه اللیلة عن ضیاء وحسر اللیل عن ظلماته كانت عدّة القتلی من الفریقین ستّة وثلاثون ألفاً[228] ، وكانت هذه اللیلة لیلة الجمعة.وأصبح أمیر المؤمنین علیه السلام والمعركة كلّها خلف ظهره وهو فی قلب معسكره والأشتر[229] (رض) فی المیمنة وابن عباس (رض) فی المیسرة[230] والناس یقتتلون[231] من كلّ جانب ولوائح النصر لائحة لأمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام والأشتر یزحف فی المیمنة یقاتل بها ویقول لأصحابه: ازحفوا قبل هذا الرمح، ویزحف بهم زحفةً ثانیة ویقول: قید هذا القوس، وكلّما فعلوا[232] ، یزحف نحو أهل الشام ویقول مثل ذلك [233] .

ولمّا رأی علیّ بن أبی طالب علیه السلام الظفر من ناحیة الأشتر (رض) أمدّه برجال [234] .

ولمّا رأی عمرو بن العاص [235] وهن أهل الشام وخورهم وأنّ أهل العراق استعلوا علیهم وأنّ الحرب قد فضت [236] أصحابه وقد تضاحی علیهم النهار وتخایل

منهم [237] الهزیمة والفرار[238] قال لمعاویة: هل لك فی أمر أعرضه علیك لا یزیدنا إلّا اجتماعاً ولا یزیدهم إلّا فرقة؟ قال: نعم [239] : قال: ترفع المصاحف علی رؤوس الرماح ثمّ تقول: ندعوكم لما فیها، وهذا حَكمٌ بیننا وبینكم، فإن أبی بعضهم أن یقبلها وجدتَ فیهم مَن یقول: ینبغی أن نقبل كتاب اللَّه عزّ وجلّ فیكون فرقة بینهم، وان قبلوا لما فیها رفع القتال عنّا إلی أجل [240] .

فرفعوا المصاحف علی رؤوس الرماح [241] وقالوا: هذا كتاب اللَّه بیننا وبینكم مَن

لثغور أهل الشام؟ ومَن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق؟[242] فلمّا رآها الناس قالوا: نجیب إلی كتاب اللَّه تعالی [243] ، فقال لهم علیّ بن أبی طالب علیه السلام: عباد اللَّه امضوا إلی [244] حقّكم وصدقكم فی قتال عدوّكم، فإنّ معاویة وعمرو بن أبی معیط وابن أبی سرح والضحّاك أنا اعرف بهم منكم لیسوا بأصحاب قرآن وقد صحبتهم أطفالاً ثمّ رجالاً، ویلكم واللَّه ما رفعوها إلّا مكیدة وخدیعة وقد وهنوا[245] فقال أصحاب علیّ علیه السلام القرّاء منهم: ما یسعنا[246] أن نُدعی إلی كتاب اللَّه عزّ وجلّ فنأبی أن نقبله؟! فقال لهم علیّ علیه السلام: إنّی إنّما اُقاتلهم لیدینوا[247] لحكم الكتاب فإنّهم قد عصوا اللَّه تعالی فیما یأمرهم ونسوا عهده ونبذوا كتابه [248] فقال له مسعر[249] بن فدكی التمیمی وزید بن حصین [250] الطائی فی عصابة من القرّاء الّذین صاروا خوارج فیما بعد[251] : یا علیّ [252] .

أجب إلی كتاب اللَّه تعالی إذا دعیت إلیه وإلی ما فیه أوّلاً وإلّا دفعناك برمّتك إلی القوم [253] وكان الأشتر (رض) فی المیمنة وعلیّ علیه السلام فی القلب وابن عباس فی المیسرة علی ما سبق ذكره.

فكفّ علیّ وابن عباس عن القتال [254] ولم یكفّ الأشتر[255] وذلك لمّا رأی من لوایح النصر والظفر فقالوا: ابعث إلی الأشتر فلیأتك ویكفّ عن القتال فبعث إلیه علیّ یزید بن هانئ یستدعیه [256] ، فقال الأشتر: قل لأمیر المؤمنین: لیست هذه الساعة بالساعة الّتی ینبغی أن یزیلنی بها عن موقفی [257] فإنّی قد وجدت ریح الظفر[258] فأتی علیاً وأخبره بمقالته فردّه إلیه ثانیاً وهو یقول له: اقبل إلیَّ فإنّ الفتنة قد وقعت، فجاءه [259] الأشتر (رض) وقال: ما هذا؟ أ لرفع المصاحف؟ قال: نعم، قال: واللَّه لقد ظننت أنها ستوقع [260] اختلافاً وفرقةً وأنها مشورة ابن العاص [261] .

فأقبل الأشتر علی القوم من أصحابه وقال: یا أهل العراق یا أهل الذلّ والوهن، أحین عَلَوتم القوم وعرفوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف یدعونكم إلی ما فیها؟ ویلكم أمهلونی فُوَاقاً فإنّ الفتح قد حصل والنصر قد أقبل، قالوا: لا یكون ذلك أبداً فقال: أمهلونی عدو الفَرس، قالوا: إذن ندخل معك فی خطیئتك، قال: محدِّثونی [262] .

عنكم متی كنتم محقِّین؟ أحِینَ تقاتلون وخیاركم یقتلون؟ أم الآن حین أمسكتم [263] عن القتال؟ فقالوا: دعنا منك یا أشتر قاتلناهم للَّه وندعهم للَّه، قال: خدعتم ودعیتم إلی وضع الحرب فأجبتم یا أصحاب الجباه السُّود، كنّا نظنّ أنّ صلاتكم زَهادةٌ فی الدنیا وشوقاً إلی لقاء اللَّه تعالی فلا أری فراركم إلّا إلی الدنیا من الموت [264] یا أشباه النیب [265] الجلّالة ما أنتم برائین بعدها عِزّاً أبداً، فابعدُوا كما بعُدَ القومُ الظالمون. فسبّوه وسبَّهم وضربوا وجه دابّته، فصاح بهم علیّ بن أبی طالب علیه السلام (فكَفُّوا)[266] .

وقفه مع رفع المصاحف:

أطبق المؤرّخون وأهل السیر علی أنّ الجیش الإسلامی العلوی قد اقترب من الفتح ولاح لهم النصروالظفر وتوجّه الخطر إلی معاویة وأصحابه، وهذا ما بیّنه الإمام علیّ علیه السلام فی خطبته الّتی ذكرها صاحب وقعة صفین: 476 وفیها: أیّها الناس، قد بلغ بكم الأمر وبعدوِّكم ما قد رأیتم، ولم یَبْقَ منهم إلّا آخر نَفْس، وإنَّ الاُمور إذا أقبلت اعتبرَ آخرها بأوّلها، وقد صبر لكم القوم علی غیر دینٍ حتّی بلغْنا، وأنا غادٍ علیهم بالغَداة اُحاكمهم إلی اللَّه عزّوجلّ.

ولم یستطع معاویة المقاومة إلّا عن طریق الخدعة والمكر، فاستعان بعمرو بن العاص- كما أشرنا سابقاً- فأمر معاویة أصحابه فی جوف اللیل أن یربطوا المصاحف علی رؤوس الرماح، وأصبح الصباح وإذا بأهل العراق یشاهدون خمسمائة مصحف علی رؤوس الرماح، وأهل الشام ینادون... ویتعطّفون أهل العراق ویطلبون منهم ترك الحرب وقالوا: هذا كتاب اللَّه عزّ وجلّ بیننا وبینكم. وفی هذا قال النجاشی:


فأصبح أهل الشام قد رفعوا القَنا
علیها كتاب اللَّه خیر قُران


ونادوا علیّاً: یابن عمّ محمّد
أما تتقی أن یَهلك الثقلان


انظر كتاب الخیل لأبی عبیدة: 162 وبعض أبیات هذه القصیدة، ورواها ابن الشجری فی حماسته: 33، وانظرها فی وقعة صفین: 524- 526 وأقبل عدیّ بن حاتم فقال: یا أمیر المؤمنین، إن كان أهلُ الباطل لا یقومون بأهل الحقّ فإنّه لم یُصَب عصبةٌ مِنّا إلّا وقد اُصیب مثلُهَا منهم، وكان مقروح....

وقال الأشتر: یا أمیر المؤمنین، إنّ معاویة لا خَلَف له من رجاله، ولك بحمد اللَّه الخَلف، ولو كان له مثلُ رجالك لم یكن له مثلُ صبرِك ولا بَصَرك، فاقرع الحدید بالحدید، واستعن باللَّه الحمید....

ثمّ قال عمرو بن الحمق: یا أمیر المؤمنین، إنّا واللَّه ما أجبناك ولا نصرناك عصبیةً علی الباطل ولا أجَبْنا إلّا للَّه عزّ وجلّ ولا طلبنا إلّا الحقّ.....

لكن الأشعث بن قیس قال: یا أمیر المؤمنین، إنّا لك الیوم علی ما كُنّا علیه أمس، ولیس آخر أمرِنا كأوَّله، وما مِنَ القوم أحدٌ أحْنَی علی أهل العراق ولا أوْتَر لأهل الشام منِّی، فأجِب القوم... فقال علیّ علیه السلام: إنّ هذا أمرٌ یُنتظر فیه... وكان الأشعث وهو المسوَّد من كندة فإنّه لم یرض بالسكوت بل هو من أعظم الناس قولاً فی الركون إلی الموادعة، وأما كبشُ العراق وهو الأشتر فلم یكن یری إلّا الحرب ولكنه بعد كلّ الّذی ذكرناها من أ نّه یرید فواق ناقة أو عدو الفرس فإنه سكَت علی مَضَض، وأمّا سعید بن قیس، فتارةً هكذا وتارة هكذا.

أمّا علیّ علیه السلام فقال: إنّه لم یزل أمری معكم علی ما اُحبُّ إلی أن أخذَتْ منكم الحرب، وقد واللَّه أخذَتْ منكم وتَرَكَتْ، وأخذَتْ من عدوّكم فلم تترك، وإنّها فیهم أنْكَی وأنْهَك. ألا إنی كنتُ بالأمسِ أمیر المؤمنین فأصبحتُ الیوم مأموراً، وكنتُ ناهیاً فأصبحت منهیّاً، وقد أحببتم البقاء ولیس لی أن أحملكم علی ما تكرهون....

ثمّ قعد، وتكلّم رؤساء القبائل... من ربیعة كردوس بن هانئ البكری فقال: أیُّها الناس، إنّا واللَّه ما تولّینا معاویة منذ تبرَّأنا منه، ولا تبرَّأنا من علیٍّ منذُ تولّیناه. وإنّ قَتْلانا لَشُهداء، وإنّ أحیاءَنا لأبرار، وإنّ علیّاً لَعلَی بیِّنة من ربه، ما أحدث إلّا الإنصاف، وكلّ محقٍّ مُنْصِف، فمن سلَّم له نجا، ومَنْ خالَفَه هلك....

ثمّ قام شقیق بن ثور البكریّ فقال: أیّها الناس، إنّا دَعونا أهل الشام إلی كتاب اللَّه فردّوه علینا فقاتَلْناهم علیه- إلی ان قال:- وقد أكلتنا هذه الحرب ولا نری البقاء إلّا فی الموادَعة....

ثمّ قام حریث بن جابر البكری فقال: أیّها الناس، إنّ علیّاً لو كان خَلْفاً من هذا الأمر لكان المفْزَع إلیه، فكیف وهو قائدُه وسائقُه، وإنّه واللَّه ما قَبِل من القوم الیوم إلّا ما دعاهُم إلیه أمسِ، ولو ردّه علیهم كنتم له أعْنَت، ولا یُلحد فی هذا الأمر إلّا راجعٌ علی عقبیه أو مستدرَجٌ بغرور، فما بیننا وبین من طَغَی علینا إلّا السیف....

ثمّ قام خالد بن المعمّر فقال: یا أمیر المؤمنین، إنَّا واللَّه ما اخترنا هذا المقام أن یكون أحدٌ هو أولی به منّا، غیر أ نّا جعلناهُ ذُخْراً... فإنّا لا نری البقاء إلّا فیما دعاكَ إلیه القوم....

ثمّ إنّ الحُصین الربعی وهو أصغر القوم سِنّاً قام فقال: أیّها الناس، إنّما بُنی هذا الدین علی التسلیم فلا تُوفِّروه بالقیاس ولا تهدموه بالشفقة- إلی ان قال:- وإنّ لنا داعیاً قد حمِدنا وِردَه وصَدرَه، وهو المصدّق علی ما قال: المأمون علی ما فعل. فإن قال: لا قلنا: لا، وإن قال: نعم، قلنا: نعم... وبلغ معاویة ذلك فبعث إلی مصقلة بن هبیرة فقال: یا مصقلة، ما لقیتُ من أحدٍ مالقیتُ من ربیعة... فبعث مصقلةُ إلی الربعیِّین شعراً.... وقال النجاشی شعراً... وقال خالد بن المعمّر شعراً... وقال الصلتَان شعراً... وقال حریث شعراً... وقال رفاعة بن شداد كلاماً وشعراً....

والسؤال الّذی یطرح نفسه هو: مَن هو المظلوم فی وقعة صفین وما سبقها وما بعدها؟

والجواب یوضحه قول الرسول صلی الله علیه وآله كما ورد فی عیون أخبار الرضا:1 / 236 الباب 27 ح 63 عن الحسین بن علیّ علیه السلام قال: قال: رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: یا علیّ، أنت المظلومُ مِن بعدی، فویلٌ لِمَن ظلمك واعتدی علیك، وطُوبی لِمَنْ تبعك ولم یختر علیك. یاعلیّ، أنت المقاتل بعدی، فویلٌ لِمَنْ قاتلك، وطُوبی لمن قاتل معك.

لم یحدّثنا التاریخ عن مظلوم غُصب حقّه كالإمام علیّ علیه السلام وهذا ما ورد فی تفسیر الدرّ المنثور للسیوطی: 2 / 298. نعم، لقد صبر علیه السلام وتحمّل كلّ المظالم والمشاقّ لأجل بقاء الإسلام والقرآن والحفاظ علی وحدة الاُمّة من التشتّت والتمزّق. وهاهو یقول: مازلت مظلوماً منذ قبض اللَّه تعالی نبیه إلی یوم الناس. وقال علیه السلام أیضاً: لقد ظُلمتُ عدد المَدر والوَبر. ولسنا بصدد بیان كلّ الأحادیث الواردة بهذا الخصوص بل نحیل القارئ الكریم إلی المصادر التالیة:

سفینة البحار:2/108 مادة «ظلم»،الشافی فی الإمامة للسیّد المرتضی: 3/223، و: 4/114، التاریخ الكبیر: 1 / ق 2 / 174 ط حیدر آباد، الخرایج والجرائح للراوندی: 1 / 180 نشر مؤسّسة الإمام المهدی علیه السلام، المستدرك: 3 / 142، البحار: 2 / 21 و 60، و: 28 / 45 و 76، و: 40 / 199، و: 100 / 265، شرح النهج لابن أبی الحدید: 13 / 300، وشرح النهج للفیض: 83 خطبة 26، وشرح النهج للعلاّمة الخوئی: 1/458 و569، و: 3 / 373، العقد الفرید: 4/259، كتاب سُلیم بن قیس: 25 و96 و97، الإمامة والسیاسة: 1 / 13، تفسیر العیّاشی: 2/307، مرآة العقول: 5/321، الكامل فی التاریخ: 2 / 219، تاریخ الطبری: 3/294.

أمّا بخصوص معركة صفین فانظر شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 206 و 209 و 210 وما بعدها ولذا قال الشارح المعتزلی: عن أبی جعفر: ثمّ قام الطفیل بن أدهم حیال علیّ علیه السلام وقام أبو شریح الجذامی حیال المیمنة وقام ورقاء بن المعمّر حیال المیسرة، ثمّ نادوا: یا معشر العرب: اللَّه اللَّه فی النساء والبنات والأبناء من الروم والأتراك وأهل فارس غداً إذا فنیتم.... فاختلف أصحاب علیّ علیه السلام فی الرأی فطائفة تقول القتال واُخری تقول المحاكمة إلی الكتاب.... لكن الأشتر كان یقول: اصبروا فقد حَمی الوطیس... وقد خالف الأشعث فی جیش علیّ علیه السلام حین الظفر والفتح... واستغلّ معاویةالفرصةوقال: اربطوا المصاحف علی أطراف القَنا... والإمام علیّ علیه السلام یُطلع جیشه علی حیلة معاویة وعمرو لكن أصحاب الجباه السود یتقدّمهم مسعر بن فدكی... ومعهم زهاء عشرین ألفاً مُقنّعین بالحدید... وقالوا: ابعث إلی الأشتر لیأتینك... وقد أشرف الأشتر علی عسكر معاویة لیدخله... فأرسل إلیه الإمام علیّ علیه السلام أن یرجع.

ثمّ انظر إلی خطبته علیه السلام الّتی یبیّن فیها مظلومیته وتثاقل أصحابه كما وردت فی شرح النهج للفیض: 85 الخطبة 27، و: 107 الخطبة 35، و: 275 الخطبة 96، وانظر وقعة صفین: 480- 494، تاریخ الطبری: 6 / 27، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 186- 188، الإصابة: 8849 فیها تراجم بعض المعترضین، والمعارف: 41- 42، وخزانة الأدب: 3/462 وفیها بعض الأشعار، وكذلك الأصمعیات: 43- 45، والفتوح لابن أعثم: 2/ 186- 188 وما بعدها، الكامل لابن الأثیر: 3 / 316، وتاریخ الطبری: 4 / 35 وما بعدها ط اُخری ، الأخبار الطوال: 189.









    1. انظر المصادر السابقة. وتاریخ الطبری: 3 / 529.
    2. لسنا بصدد بیان حال عبداللَّه بن الزبیر وترجمته الّتی وردت فی اُسد الغابة، ونسب قریش: 237، والاستیعاب: تحت رقم 1518، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 4 / 482، وغیرهم كثیر، ولكن نذكّر القارئ الكریم أن اُمّ المؤمنین كانت فذّة فی عاطفتها تجاه قرباها وخصّت من بینهم عبداللَّه بن الزبیر- ابن اُختها أسماء- فحلّ منها محلّ الولد الفرد من الوالدة الشفیقة وتكنّت باسمه كما ذكر أهل السِیر، ولم یكن أحدٌ أحبّ إلیها یومذاك من ابن الزبیر كما یذكر صاحب الأغانی فی: 9 / 142. وقال هشام بن عروة: ما سمعت تدعو لأحد من الخلق مثل دعائها له، وأعطت للّذی بشّرها بسلامته من القتل عشرة آلاف درهم، ثمّ سجدت شكراً للَّه تعالی، ولمّا اعتلّت دخل علیها بنو اُختها وفیهم عبداللَّه فبكی... ثمّ قالت: ما أحقّنی منك یا بُنی... فما أعلم بعد رسول اللَّه صلی الله علیه وآله وبعد أبویّ أحداً أنزل عندی منزلتك وأوصت له بحجرتها. (انظر تهذیب ابن عساكر: 7 / 400، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 4 / 482).

      وعبداللَّه بن الزبیر هذا كان قد نشأ علی كره بنی هاشم حتّی استطاع أن یغیّر رأی أبیه الزبیر علی علیّ علیه السلام وهو ابن خال أبیه. قال علیّ علیه السلام: ما زال الزبیر رجلاً منّا أهل البیت حتّی نشأ ابنه المشؤوم عبداللَّه. (شرح النهج لابن أبی الحدید: 3/260، تهذیب ابن عساكر: 7/363، والاستیعاب: 353 وشرح النهج لابن أبی الحدید: 2/167، و:4/480. وذكر الواقدی، والمسعودی فی مروجه بهامش ابن الأثیر: 5/163، والیعقوبی فی تاریخه: 3 / 7- 8، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 385 و: 4 / 480- 490 أنه مكث أیّام خلافته أربعین جمعة لا یصلّی فیها علی النبی ویقول: لا یمنعنی ذكره إلّا أن تشمخ رجال بآنافها. وفی روایة أ نّه قال: إنّ له اُهیل سوء ینغضون رؤوسهم عند ذكره. وقال المسعودی فی: 5 / 163، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 358، و: 4/495 ط الحلبی بمصر أنه قال لعبداللَّه بن عبّاس: إنّی لأكتم بغضكم أهل هذا البیت منذ أربعین سنة.

      وذكر المسعودی أیضاً فی: 5 / 163 والیعقوبی: 3 / 7 وشرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 358 أنه كان یبغض علیّ بن أبی طالب خاصّةً وینال من عرضه. وهو الّذی جمع سبعة عشر رجلاً من بنی هاشم وحصرهم فی شعب بمكّة یعرف بشعب عارم وأراد أن یحرقهم بالنار. (انظر المصادر السابقة، وابن عساكر فی تهذیبه: 7 / 408، والأغانی: 9 / 16 ط دار الكتب).

    3. فی (ب، د): واقتلوا مالكاً معی.
    4. فی (أ): منه.
    5. روی هذه القصة كلّ من الطبری فی تاریخه: 1 / 3199- 3200، و: 5 / 204 و 210 و 211، والواقدی بروایة شرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 87 فی شرح الخطبة «كنتم جند المرأة» وابن الأثیر: 3 / 99، والعقد الفرید:4 / 326 ط لجنة التألیف، وتاریخ ابن أعثم، ومروج الذهب.

      لكن صاحب العقد الفرید ینقل عن ابن الزبیر أنه قال: ثمّ جرّ برجلی- یعنی الأشتر- فألقانی بالخندق، وقال: لولا قربك من رسول اللَّه صلی الله علیه وآله ما اجتمع فیك عضو إلی آخر. وقیل إن القائل: اقتلونی ومالكاً هو عبدالرحمن بن عتّاب بن أسید، وهذا ما صرّح به مالك عند ما سأله علقمة كما فی روایة الطبری. وفی روایة اُخری للطبری أیضاً: فجرح ابن الزبیر فألقی نفسه فی الجرحی فاستخرج فبرأ. وهذا ثالث الرؤوس یسقط من جیش الجمل.

      وانظر الإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 1 / 96 وانظر الهامش رقم 1 و 2 فی نفس الصفحة وقارن بینهما لتجد التحریف والتزویر وانقلاب الأمر وكأن لم یكن اعتراف ابن الزبیر علی نفسه كما ذكرنا قبل قلیل بأنه هو الخائف والمضطرب وعفو مالك الأشتر عنه وإلقاء نفسه مع الجرحی بل العكس كما ذكر ابن قتیبة فی ص 96: فانفلت الأشتر منه أو كما ذكر الاستاذ شری فی الهامش رقم 2: وما زال یضطرب فی یدی عبداللَّه حتّی أفلت. قارن ذلك، وإن عشت أراك الدهر عجباً.

      لا نرید أن ندافع عن مالك الأشتر رحمه الله بل نقول للطبری وابن قتیبة والاستاذ علیّ شری وغیرهم: ماذا تقولون لابنّ أعثم فی الفتوح: 1 / 485 عندما یذكر أنّ الأشتر عندما سمع كعب بن سور الأزدی یرتجز ویقول أبیاتاً مطلعها:


      یا معشر الناس علیكم اُمكم
      فإنّها صلاتكم وصومكم


      ثمّ قال فی الهامش 3 من نفس الصفحة: فحمل علیه الأشتر فقتله، وخرج من بعده غلام من الأزد یقال له وائل بن كثیر فجعل یتلو ویقول شعراً، فبرز إلیه الأشتر مجیباً له وهو یقول شعراً، ثمّ حمل علیه الأشتر فقتله، وخرج من بعده عمرو بن خنفر من أصحاب الجمل وهو یقول شعراً، ثمّ حمل علیه الأشتر فقتله، وخرج من بعده عبدالرحمن بن عتاب بن أسید بن أبی العاص بن اُمیة فجعل یلعب بسیفه بین یدی عائشة، وهو یقول شعراً. قال: فبدر إلیه الأشتر مجیباً له، ثمّ حمل علیه فضربه ضربة رمی بیمینه فسقط لما به، وثناه الأشتر بضربة اُخری فقتله، ثمّ جال فی میدان الحرب وهو یقول شعراً، ثمّ رجع الأشتر إلی موقفه.

      وذكر ابن أعثم فی الفتوح أیضاً فی: 1 / 488: وجعل الأشتر یجول فی میدان الحرب وینادی بأعلی صوته: یا أنصار الجمل من یبارزنی منكم؟ قال: فبرز إلیه عبداللَّه بن الزبیر وهو یقول: إلی أین یا عدوّ اللَّه؟ فأنا اُبارزك! قال: فحمل علیه الأشتر فطعنه طعنة صرعه عن فرسه، ثمّ بادر وقعد علی صدره قال: فجعل عبداللَّه بن الزبیر ینادی من تحت الأشتر فی یومه ذلك: اقتلونی ومالكاً. قال: وكان الأشتر فی یومه صائماً وقد طوی من قبل ذلك بیومین فأدركه الضعف، فأفلت عبداللَّه من یده وهو یظنّ أنه غیر ناجٍ منه. فكیف یوجّه كلام هؤلاء الّذین طعنوا فی الأشتر وهم یعرفونه كیف یقف بین الجمعین وهو یزأر كالأسد عند فریسته- كما ذكر ذلك ابن أعثم فی الفتوح أیضاً: 1 / 482-.

    6. لم نعثر علی هذا القول إلّا عند الطبری فی تاریخه: 5 / 217، و: 3 / 528 وقد ورد بلفظ: قال عبداللَّه بن الزبیر: مشیت یوم الجمل وبی سبع وثلاثون جراحة من ضربة وطعنة وما رأیت مثل یوم الجمل قط ما ینهزم منّا أحد وما نحن إلّا كالجبل الأسود وما یأخذ بخطام الجمل أحد إلّا قُتل، فأخذه عبدالرحمن بن عتّاب فقُتل فأخذه الأسود بن أبی البختری فصُرع، فجئت فأخذت بالخطام فقالت عائشة: من أنت؟ قلت: عبداللَّه بن الزبیر، قالت واثكل أسماء، ومرّ بی الأشتر فعرفته فعانقته فسقطنا جمیعاً ونادیت: اقتلونی ومالكاً فجاء ناس منّا ومنهم فقاتلوا عنّا حتّی تحاجزنا وضاع الخطام.
    7. لا نرید أن نصف ذلك الیوم واحمرار الأرض بالدماء وكیفیة ترامی الرجال بالنبال حتّی فنیت وتطاعنوا بالرماح حتّی تشبكّت فی الصدور حتّی لو أن الرجال مشت علیها لاستقلّت بهم، ولكن مایختصّ بكلام المصنّف انظر تاریخ الطبری: 3 / 538، و: 5 / 218، وابن أعثم فی الفتوح: 1 / 486.

      وروی المدائنی والواقدی بروایة ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1 / 84 عن ضبّة والأزد أ نّهم كانوا حول الجمل یحامون عنه ولقد كانت الرؤوس تُنْدَرُ عن الكاهل، والأیدی تطیح من المعاصم، وأقتاب البطن تندلق من الأجواف، وهم حول الجمل كالجراد الثابتة، لا تتحلحل ولا تتزلزل، حتّی لقد صرخ علیٌّ بأعلی صوته: ویلكم اعقروا الجمل فإنّه شیطان: ثمّ قال: اعقروه إلّا فنیت العرب، لا یزال السیف قائماً وراكعاً حتّی یهوی هذا البعیر إلی الأرض.

    8. انظر تاریخ الطبری: 5 / 218، و: 3 / 538 ط اُخری، وابن أعثم فی الفتوح: 1 / 489، وابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1 / 87- 89، والاستیعاب: 150 واُسد الغابة: 1 / 379، والجمهرة: 219 و 368 و 372 و 389، والنهایة: 397. لكنهم اختلفوا فی اسم الشخص الّذی انتدبه الإمام علیّ علیه السلام لضرب الجمل فمنهم من قال: إنه أعین بن ضبیعة فكشف عرقوبه بالسیف كما جاء فی الأخبار الطوال: 151، ومنهم من قال: إنه ابن دلجة عمرو أو بجیر وقال ابن أعثم: عرقبه من رجلیه عبدالرحمن بن صرد التنوخی.

      وفی روایة لأبی مخنف فی شرح النهج: لمّا رأی علیّ أنّ الموت عند الجمل وأ نّه ما دام قائماً فالحرب لاتُطفأ وضع سیفه علی عاتقه وعطف نحوه، وأمر أصحابه بذلك ومشی نحو الخطام مع بنی ضبَّة، فاقتتلوا قتالاً شدیداً، واستحرّ القتل فی بنی ضبَّة، فقتل منهم مقتلة عظیمة، وخلص علیٌّ فی جماعة من النخغ وهمدان إلی الجمل، وقال لرجل من النخغ اسمه بجیر: دونك الجمل یا بجیر، فضرب عجز الجمل بسیفه فوقع لجنبه، وضرب بجرانه الارض وعجّ عجیجاً لم یسمع بأشدّ منه، فما هو إلّا أن صرع الجمل حتّی فرّت الرجال كما یطیر الجراد فی الریح الشدیدة الهیوب، فنادی علیّ: اقطعوا أتساع الهودج، واحتملت عائشة بهودجها، وأمر بالجمل أن یحرق ثمّ یذری فی الریح وقال: لعنه اللَّه من دابّة، فما أشبهه بعجل بنی إسرائیل، ثمّ قرأ: (وَ انظُرْ إِلَی إِلَهِكَ الَّذِی ظَلْتَ عَلَیْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِی الْیَمِ ّ نَسْفًا) طه: 97.

    9. انظر المصادر السابقة ویقول ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1 / 87: فتعلّقت السهام به فصارت كالقنفذ. ویقول الطبری: 5 / 218 عن عیسی بن حطّان قال: حاص الناس حیصة ثمّ رجعنا وعائشة علی جمل أحمر فی هودج ما شبّهته إلّا القنفذ من النبل. وقال أبو مخنف بروایة المعتزلی فی الشرح: 2 / 81: ورمی الجمل بالنبل حتّی صارت القبّة علیه كهیئة القنفذ....
    10. تقدّمت تخریجاته.
    11. تقدّمت ترجمته.
    12. لسنا بصدد بیان الحوار الّذی دار بین محمّد بن أبی بكر واُخته اُمّ المؤمنین، ولكن نرید أن نورد ما ذكره الطبری فی: 5 / 204، والعقد الفرید: 4 / 328، وغیرهم كثیر. فقال الطبری: ثمّ أمر علیٌّ محمّد بن أبی بكر، فضرب علیها قبّةً وقال: انظر هل وصل إلیها شی ء؟ فأدخل رأسه، فقالت: مَن أنت؟ فقال: أبغض أهلكِ إلیكِ، قالت: ابن الخثعمیة؟ قال: نعم. قالت: بأبی أنت واُمّی، الحمد للَّه الّذی عافاك. وفی مروج الذهب: قال لها: أقرب الناس قرابة، وأبغضهم إلیكِ، أنا محمّد أخوك، یقول لك أمیر المؤمنین: هل أصابكِ شی ء؟ قالت: ما أصابنی شی ء إلّا سهم لم یضرّنی. فجاء علیّ حتّی وقف علیها، فضرب الهودج بقضیب، وقال: یا حمیراء أرسول اللَّه أمرك بهذا؟ ألم یأمرك أن تقرّی فی بیتك؟ واللَّه ما أنصفك الّذین صانوا عقائلهم وأبرزوك... وفی كلام كثیر، فقالت: ملكت فاسجح.

      انظر أیضاً ابن الأثیر: 3 / 102، أنساب الأشراف: 1 / 167، وفتح الباری بشرح صحیح البخاری، لتجد بالاضافة إلی ذلك حوار عمّار بن یاسر لعائشة.

      وروی ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 491 ما جری بین عبداللَّه بن عباس وبین عائشة لمّا أنفذه إلیها برسالته علیّ بن أبی طالب علیه السلام وبكاء عائشة بكاءً شدیداً ثمّ قالت: نعم واللَّه أرحل عنكم، فما خلق اللَّه بلداً هو أبغض إلیَّ من بلد أنتم به یابنی هاشم- إلی ان قالت:- یا ابن عباس أتمنون علیَّ برسول اللَّه صلی الله علیه وآله؟ قال: نعم... (انظر المحاورة فی العقد الفرید: 4 / 328 ط لجنة التألیف، وأوردها ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 2 / 82 ط المصریة، والیعقوبی فی: 2 / 213، وفی مروج الذهب: 5 / 197).

    13. هو عبداللَّه بن خلف بن أسعد بن عامر الخزاعی: أبو طلحة الطلحات، وكان كاتباً علی دیوان البصرة لعمر وعثمان، وشهد أخوه عثمان بن خلف حرب الجمل مع علیّ، علی ما ذكر فی اُسد الغابة. وروی مبارزته أبو مخنف فی الجمل علی روایة ابن أبی الحدید فی شرحه: 1 / 261- 262 تحقیق محمّد أبو الفضل، وابن أعثم فی تاریخه، وراجع ترجمته فی الاشتقاق: 475، والمحبر: 377، والاستیعاب: 348، واُسد الغابة: 3 / 151.
    14. هی صفیة بنت الحارث بن طلحة العبدریة وهی قرشیة ولیست بثقفیة إلّا بالنسبة إلی زوجها. وفی مغازی الواقدی: 307: ومن بنی عبدالدار طلحة بن أبی طلحة یحمل لواءهم. قتله علیّ بن أبی طالب انظر ترجمة صفیة فی الإصابة: 4 / 337، بینما ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 492 یصرّح بأنها ثقفیة، أمّا الطبری فی تاریخه: 3 / 539 فیقول: صفیة ابنة الحارث بن طلحة بن أبی طلحة بن عبدالعزّی بن عثمان بن عبدالدار- وهی اُمّ طلحة الطلحات- بن عبداللَّه بن خلف.

      ولصفیة هذه قصة طریفة ذكرها كثیر من أهل السِیر والتاریخ كأبن أعثم فی الفتوح: 1/492، والطبری فی تاریخه: 5 / 222، و: 3 / 543 ط اُخری، ومروج الذهب: 2 / 14 وخلاصتها:

      دعا علیّ ببغلة رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فاستوی علیها، وأقبل إلی منزل عائشة، ثمّ استأذن ودخل، فإذا عائشة جالسة حولها نسوة من نساء أهل البصرة وهی تبكی وهنّ یبكین معها. قال: ونظرت صفیة بنت الحارث الثقفیة امرأة عبداللَّه بن خلف فصاحت هی ومن كان معها هناك من النسوة وقلن بأجمعهنّ: یا قاتل الأحبّة، یا مفرِّقاً بین الجمیع، أیتم اللَّه منك بنیك كما ایتمت ولد عبداللَّه بن خلف. فنظر إلیها علیّ علیه السلام فعرفها فقال: أمّا أنّی لا ألومك أن تبغضینی وقد قتلت جدّك یوم بدر وقتلت عمك یوم اُحد، وقتلت زوجك الآن، ولو كنت قاتل الأحبه كما تقولین، لقتلت مَن فی هذا البیت ومَن فی هذه الدار. وكان علیه السلام یقصد أنّ الّذی اختفی فی هذه الدار مروان بن الحكم وعبداللَّه بن الزبیر وعبداللَّه بن عامر وغیرهم كثیر.

    15. انظر تاریخ: 3 / 542 عن محمّد وطلحة قالا: وتسلّل الجرحی فی جوف اللیل ودخلوا البصرة من كان یطیق الانبعاث منهم. وانظر أیضاً ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 490.
    16. نظر تاریخ الطبری: 3 / 542. أمّا ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 495 فقال: فأقام علیّ بالبصرة بعد حرب الجمل أیاماً قلائل.
    17. فی (ب، ج): فی.
    18. انظر المصدر السابق.
    19. فی (ب، د): یطیفون.
    20. انظر المصدر السابق باختلاف یسیر فی اللفظ. وذكر الشیخ المفید فی كتابه الإرشاد: 1 / 254 وفی كتابه الجمل: 209- 211 باختلاف یسیر. ونقله العلّامة المجلسی فی البحار: 8 / 437 و 442 قائلاً: ومن كلامه علیه السلام عند تطوافه علی القتلی :

      هذه قُریشٌ: جَدَعْتُ أنْفی وشَفَیْتُ نَفْسی، لقد تقدّمتُ إلیكم اُحذّركم عضَّ السُیوف، وكنتم أَحداثاً لا عِلمَ لكم بما تروَن، ولكنّه الحَیْنُ- الهلاك- وسوء المصرع، فأعوذُ باللَّه من سُوءِ المَصرع.... ثمّ مرَّ علی مَعْبَدَ بن المقداد فقال: رحم اللَّهُ أبا هذا، أما إنّه لو كانَ حیّاً لكان رأیُهُ أحسَنَ من رأی هذا... قال: ومَرَّ بعبداللَّه بن ربیعة بن درّاج وهو فی القتلی فقال: هذا البائس ما كان أَخرجَهُ؟ أَدینٌ أخرجَهُ أمْ نصرٌ لعثمان؟ واللَّهِ ما كان رأیُ عُثمان فیه ولا فی أبیه بحَسنٍ... ثمّ مرَّ بمعبد بن زهیر بن أبی اُمیة فقال: لو كانت الفتنةُ برأس الثریّا لتناولها هذا الغُلام... ثمّ مرَّ بمسلم بن قرظة فقال: البرُّ أخرجَ هذا... ثمّ مرَّ بعبداللَّه بن حمید بن زهیر فقال: هذا أیضاً ممّن أوضَعَ فی قِتالِنا، زعم یَطلُبُ اللَّه بذلك... ومرَّ بعبداللَّه بن حكیم بن حزام فقال: هذا خالَف أباه فی الخروج.... ثمّ مرَّ بعبداللَّه بن المُغیرة بن الأخنس فقال: أمّا هذا فقُتِلَ أبوه یوم قُتِلَ عثمان فی الدار، فَخَرجَ مُغْضباً لمقْتَلِ أبیهِ، وهو غُلامٌ حَدَثٌ حُیِّنُ لقتلِه... ثمّ مرَّ بعبداللَّه بن أبی عُثمان بن الأخنس بن شریقٍ فقال: أمّا هذا فإنّی أنظر إلیه وقد أخذ القومَ السیوفُ هارباً یعدو من الصفِّ فَنهْنَهْتُ عنه فلم یَسمعْ مَن نَهْنَهْتُ حتّی قَتَلهُ...

      ثمّ مشی قلیلاً فمرَّ بكَعْب بن سُور فقال: هذا الّذی خَرجَ علینا فی عُنُقِه المصحَفُ یَزعُمُ أ نّه ناصِرُ اُمِّهِ- یعنی عائشة- یدعو الناس إلی ما فیه- یعنی القرآن الكریم- وهو لا یَعلَمُ ما فیه ثمّ استفتح وخابَ كلُّ جبّار عَنیدٍ. أمَا إنّه دعا اللَّه أن یقتُلنی فقتلُه اللَّه، أَجلِسُوا كَعْبَ بنَ سُورٍ، فاُجلِسَ فقال أمیر المؤمنین علیه السلام: یا كعبُ قد وَجدْتُ ما وَعَدنی ربِّی حَقّاً، فَهلْ وجَدْتَ ما وَعَدكَ ربُّكَ حَقّاً؟ ثمّ قال: أضجِعوا كعباً.

    21. فی (ج): یبعده.
    22. انظر المصادر السابقة أیضاً بالإضافة إلی مروج الذهب للمسعودی: 2 / 373 وفیه: ومرَّ علی طلحة بن عبید اللَّه فقال: هذا الناكِثُ بیعتی، والمُنْشی ء الفِتنةَ فی الاُمّةِ، والمُجلِبُ عَلَیَّ، الداعی إلی قَتْلی وقَتل عِتْرتی. أجلِسوا طلحة» فاُجلِس، فقال أمیرُ المؤمنین علیه السلام: یا طلحة بن عُبید اللَّه، قد وجدْتُ ما وَعَدنی ربّی حقاً، فهلْ وجدْتَ ما وَعَد ربُّكَ حقّاً؟ ثمّ قال: أضجِعوا طلحة» وسارَ. فقال له بعضُ مَن كان معهُ: یا أمیر المؤمنینَ، أتُكلِّمُ كَعْباً وطلحةَ بَعد قَتلِهما؟ قال: أَمَ واللَّهِ، إنّهما لقد سَمِعا كلامی كما سَمِعَ أهلُ القَلِیبِ- یعنی مشركو قریش الّذین قُتلوا یوم بدر- كلام رسول اللَّه صلی الله علیه وآله یومَ بدر.


      وورد فی المروج للمسعودی: فمرّ به علیّ علیه السلام بعد الوقعة فی موضعه فی قنطرة قرّة، فوقف علیه، فقال: إنّا للَّه وإنّا إلیه راجعون، واللَّه لقد كنت كارهاً لهذا أنتَ واللَّه كما قال القائل:


      فتیً كان یُدنیه الغنی من صدیقه
      إذا ما هو استغنی ویُبعده الفقر


      كأنّ الثُریّا عُلّقت فی یمینه
      وفی خدّه الشعری وفی الآخر البدر


      وهو علیه السلام یمسح عن جبینه الغُبار ویقول: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا) الأحزاب: 38.

    23. تقدّمت تخریجاته بالاضافة إلی ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 1 / 98.
    24. ذكر ابن أعثم فی الفتوح: 1/487 أنّ عدد الأطراف الّتی قطعت علی الخطام یومئذٍ ثمانی وتسعون یداً.
    25. انظر تاریخ الطبری: 3 / 542 باختلاف یسیر، انظر الخراج لأبی یوسف: 215، السنن الكبری: 8 / 180 شرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 23 وانظر جورج جرداق فی كتابه الإمام علیّ صوت العدالة الإنسانیة: 1 / 82، ومستدرك الوسائل: 2 / 251- 252 لتجد سیرته علیه السلام مع معارضیه.
    26. فی (أ): أتی.
    27. هو أبو بحر الضحّاك، وقیل: صخر بن قیس بن معاویة بن حصین أو حصن بن عبّاد بن مُرة بن عبید، المعروف بالأحنف التمیمی السعدی اُمّه امرأة من باهلة. سمّی بالأحنف لحنف كان فی رجله، فإنّه كان یطأ علی ظهرها، أسلم فی عهد النبیّ صلی الله علیه وآله ولم یره، وكان سیّد قومه موصوفاً بالعقل والدهاء والعلم والحلم. شهد بعض الفتوح فی زمن عمر وعثمان. واعتزل الجمل وشهد صفّین مع علیّ علیه السلام ولمّا بایع معاویة لیزید تكلم الناس فی مدحه، فقال له معاویة: ما بالك لا تقول یا أبا بحر؟ فقال: أخاف اللَّه إن كذبت، وأخافكم إن صدقت. وخرج مع مصعب بن الزبیر إلی الكوفة ومات بها سنة (67 ه) علی الأشهر عن ثمانین سنة ودُفن عند قبر زیاد بالثوبة- موضع بظاهر الكوفة- وقیل: ولد الأحنف ملتصق الألیتین، حتّی شُقّ ما بینهما، وكان الأحنف أعور.

      انظر ترجمته فی الاستیعاب: 1 / 56 الترجمة رقم 160، اُسد الغابة: 1 / 55، وفیات الأعیان: 1 / 186- 192 الترجمة رقم 282، المعارف لابن قتیبة تحقیق ثروة عكاشة: 423.

      ومن الجدیر ذكره أنّ الإمام علیّ علیه السلام بعث إلی الأحنف بن قیس عندما وصل جند المرأة إلی حفر أبی موسی الأشعری- وهو میاه عذبة علی جادة البصرة إلی مكة حفره أبو موسی الأشعری. بینه وبین البصرة خمس لیال كما ذكر صاحب معجم البلدان- فقال له: إنّ هؤلاء القوم قدموا علینا ومعهم زوجة رسول اللَّه، والناس إلیها سراع كما تری . فقال الأحنف: إنّهم جاؤوك للطلب بدم عثمان، وهم الّذین ألّبوا علی عثمان الناس وسفكوا دمه، أراهم واللَّه لا یزایلونا حتّی یلقوا العداوة بیننا، ویسفكوا دماءنا، وأظنّهم واللَّه سیركبون منك خاصّة مالا قبل لك به إن لم تتأهّب لهم بالنهوض إلیهم فی مَن معك من أهل البصرة، فإنّك الیوم الوالی علیهم، وأنت فیهم مطاع، فسر إلیهم بالناس وبادرهم قبل أن یكونوا معك فی دار واحدة، فیكون الناس لهم أطوع منهم لك.

      وقال ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 460: إنّهم- طلحة والزبیر وعائشة- بعثوا إلی الأحنف بن قیس فدعوه وقالوا: إننا نرید منك أن تنصرنا علی دم عثمان بن عفان، فإنّه قُتل مظلوماً، قال: فالتفت الأحنف إلی عائشة وقال: یا اُمّ المؤمنین! اُنشدك اللَّه أما قلتِ لی ذلك الیوم إن قتل عثمان فمن اُبایع؟ قلت: علیّ بن أبی طالب؟ فقالت عائشة: قد كان ذلك یا أحنف، ولكن هاهنا اُمور نحن بها أعلم منك، فقال الأحنف: لا واللَّه لا اُقاتل علیّ بن أبی طالب أبداً، وهو أخو رسول اللَّه صلی الله علیه وآله وابن عمّه وزوج أبنته وأبو سبطیه وقد بایعه المهاجرون والأنصار. قال: ثمّ وثب الأحنف حتّی صار إلی دیار قومه من بنی تمیم، ثمّ نادی فیهم فاجتمع إلیه أربعة الآف رجل، فسار بهم حتّی نزل بهم علی فرسخین من البصرة.

      وروی البیهقی فی المحاسن والمساوی: 1 / 35 عن الحسن البصری أنّ الأحنف بن قیس قال لعائشة یوم الجمل: یا اُمّ المؤمنین هل عهد إلیك رسول اللَّه هذا المسیر؟ قالت: اللّهمّ لا، قال: فهل وجدته فی شی ء من كتاب اللَّه جلّ ذكره؟ قالت: ما نقرأ إلّا ما تقرأون قال: فهل رأیت رسول اللَّه صلی الله علیه وآله استعان بشی ء من نسائه إذا كان فی قلّة والمشركون فی كثرة؟ قالت: اللّهمّ لا، قال الأحنف: فاذاً ما هو ذنبنا؟ وفی روایة اُخری انّه قال لها: یا اُمّ المؤمنین انّی سائلك ومغلظ لك فی المسألة فلا تجدی علیَّ، فقالت له: قل تسمع. قال: أعندك عهد من رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فی خروجك هذا؟ فقالت: لا... أعندك عهد منه صلی الله علیه وآله انّك معصومة من الخطأ؟ قالت: لا... إلی أن أحرجها فقالت: إلی اللَّه أشكو عقوق أبنائی. (انظر الغدیر: 8 / 99 وشرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 500 قریب منه).

      وهنالك موقف آخر للأحنف بن قیس یذكره ابن أعثم فی الفتوح: 1/465، قال: وأقبل الأحنف بن قیس فی جماعة من قومه إلی علیّ علیه السلام فقال: یا أمیر المؤمنین! إنّ أهل البصرة یقولون بأنك إن ظفرت بهم غداً قتلت رجالهم وسبیت ذرّیتهم ونساءهم، فقال له علیّ: لیس مثلی من یخاف هذا منه، لأنّ هذا ما لا یحلّ إلّا ممّن تولّی وكفر، وأهل البصرة قوم مسلمون، وستری كیف یكون أمری وأمرهم، ولكن هل أنت معی فاعلم، فقال الأحنف: یا أمیر المؤمنین! اختر منی واحدة من اثنین، إمّا أن أكون معك مع مائتی رجل من قومی، وإمّا أن أردّ معك أربعة الآف سیف، فقال علیّ علیه السلام لابل ردّهم عنّی، فقال الأحنف: أفعل ذلك یا أمیر المؤمنین، ثمّ انصرف. (وانظر تاریخ الطبری: 3 / 510- 513 مع اختلاف یسیر فی اللفظ).

      وموقف الأحنف هذا یذكّرنا بموقف ومواقف اُخری لكن نذكر منها موقف لاهیان بن صیفی: روی أنّ الإمام علیّ علیه السلام ذهب إلی لاهیان بن صیفی، وكان له صحبة. فقام الإمام علی باب حجرته وقال له: كیف أنت یا أبا مسلم؟ قال: بخیر، فقال الإمام: ألا تخرج معی إلی هؤلاء القوم فتعیننی؟ قال: إن خلیلی علیه الصلاة والسلام وابن عمّك. عهد إلیَّ إذا كانت فتنة بین المسلمین أن اتخذ سیفاً من خشب، فهذا سیفی فإن شئت خرجت به معك، فقال الإمام: لا حاجة لنا فیك ولا فی سیفك. ورجع من باب الحجرة ولم یدخل. (رواه أحمد والترمذی وحسّنه ابن ماجة ونعیم بن حمّاد، وأورده ابن حجر فی الإصابة، وابن كثیر فی البدایة، والفتح الربّانی: 23 / 138، وجامع الترمذی: 4 / 490).

      لم یكن الإمام علیّ علیه السلام بحاجة إلی هؤلاء ولكنه علیه السلام قام بهذا العمل من باب ان المقام مقام حجة والاختیار مفتوح دون أن یوجّه أیّ اتهام لأحد. ولكن السؤال الّذی یطرح نفسه هو: ما السبب الّذی دعا هؤلاء إلی الاعتزال؟ هل هی فتوی أبو بكرة (نُفَیع بن الحارث) كما تطرّقنا إلیها سابقاً وأشرنا إلی مصادرها؟ أم هنالك شی ء آخر؟ أم انّه عهد معهود مِن قِبل اللَّه تعالی ورسوله صلی الله علیه وآله بأنّ الإمام علیه السلام یقاتل الناكثین والمارقین والقاسطین؟ أم انّها الفتنة الّتی تكلّم عنها رسول اللَّه صلی الله علیه وآله والإمام علیّ علیه السلام؟ حیث ینقل ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1 / 667، و: 3 / 277، وكنز العمّال: 16 / 183، و: 11 / 606، والبیان والتبیین للجاحظ: 2 / 112، وتاریخ الیعقوبی: 2 / 152، وصحیح مسلم: 18 / 11، وصحیح البخاری: 4 / 122، وفتح الباری: 13 / 56، والجامع: 4 / 528، والمستدرك: 3 / 119، والكامل فی التاریخ: 3 / 122 و231، والطبری فی تاریخه: 5 / 198، وغیرهم كثیر من الأحادیث فی هذا المقام، ولكننا نكتفی بذكر حدیث واحد.

      روی عن علیّ علیه السلام أنّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله قال له: إنّ اللَّه قد كتب علیك جهاد المفتونین كما كتب علیَّ جهاد المشركین، فقال علیّ: یا رسول اللَّه، ما هذه الفتنة الّتی كتب علیَّ فیها الجهاد؟ قال: قوم یشهدون أن لا إله إلّا اللَّه وأنی رسول اللَّه، وهم مخالفون للسنّة، فقلت: یا رسول اللَّه فعلام اُقاتلهم وهم یشهدون كما أشهد؟ قال: علی الإحداث فی الدین ومخالفة الأمر، فقلت: یا رسول اللَّه، إنك كنت وعدتنی الشهادة فاسأل اللَّه أن یجعلها لی بین یدیك، قال: فمن یقاتل الناكثین والقاسطین والمارقین... (رواه وكیع فی كنز العمّال: 16 / 183، وابن أبی الحدید فی شرح النهج: 3 / 377، المناقب للخوارزمی: 125، تاریخ ابن عساكر: 3 / 200 ط بیروت، سیر أعلام النبلاء للذهبی: 3 / 231.

      ومن هذا وذاك جاءت فكرة الاعتزال الّتی بشّر بها أبو بكرة عندما قال: یا أحنف ارجع فإنی سمعت رسول اللَّه صلی الله علیه وآله یقول: إذا تواجه المسلمون بسیفیهما فالقاتل والمقتول فی النار... ولذا نری الاُستاذ سعید حوی یعقّب علی هذا الحدیث فی كتابه الأساس فی السنّة: 4 / 1711 فیقول: إنّ القتال مع علیّ بن أبی طالب كان حقاً وصواباً، ولكن أبو بكرة حمل حدیثاً ورد فی غیر الحالة الّتی قاتل فیها علیّ، علی حالة قتال علیّ للباغین. وهو فهم من أبی بكرة. ولكنه فهم فی غیر محلّة...

      كذلك ألتبس العنوان علی الحارث بن حوط اللیثی عندما دخل علی أمیر المؤمنین. فقال: یا أمیر المؤمنین ما أری طلحة والزبیر وعائشة. أضحوا إلّا علی الحق. ولكن الإمام علیه السلام أجاب بقوله: یا حارث إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك، إنّ الحقّ والباطل لا یُعرفان بالناس، ولكن اعرف الحقّ باتباع من اتبعه، والباطل باجتناب من اجتنبه. (انظر تاریخ الیعقوبی: 2 / 152، والبیان والتبیین: 2 / 112).

      وعلّق الغزالی فی كتابه المنقذ من الضلال علی هذا القول فقال: العاقل من یقتدی بسید العقلاء علی كرّم اللَّه وجهه حیث قال: لا یُعرف الحقّ بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله.

    28. انظر المصادر السابقة بالإضافة إلی أنّ الشیخ المفید فی الإرشاد: 1 / 303 قال: وقال للأحنف بن قیس: الساكت أخو الراضی، ومن لم یكن معنا كان علینا.

      وذكر ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 499 قال: وأقبل إلیه سلیمان بن صرد الخزاعی مسلّماً، فقال له علیّ علیه السلام: یا سلیمان، إنك ارتبت وتربصت وراوغت، وقد كنت من أوثق الناس فی نفسی، فما الّذی أقعدك عن نصرتی؟ فقال: یا أمیر المؤمنین، لا تردّ الامور علی أعقابها، ولا توبّخنی بما قد مضی، واستبق مودّتی یخلص لك نصیحتی، فقد تعذّرت اُموراً تعرف فیها عدوّك من ولیّك، قال: فسكت عنه علیّ- إلی أن قال:- ثمّ جعل یدخل إلیه رجل بعد رجل ممن كان قد تخلّف عنه یوم الجمل، فإذا سلّم علیه یقول له علیّ علیه السلام: وعلیك السلام وإن كنت من المتربّصین... وهذا القول یشمل الأحنف بن قیس وكذلك یشمل سلیمان بن صرد الخزاعی.

    29. المصادر السابقة.
    30. المصادر السابقة، وانظر تاریخ الطبری: 3 / 543- 544.
    31. تقدّمت تخریجاته وانظر تاریخ الطبری: 3 / 543.
    32. انظر تاریخ الطبری: 3 / 542.
    33. فی (أ): أحبّها لاقامة.
    34. المصدر السابق: 3 / 547 وذكر الطبری أیضاً فی: 3 / 545 عن عاصم بن كلیب عن أبیه قال: لمّا فرغوا یوم الجمل أمرنی الأشتر فانطلقت فاشتریت له جملاً بسبعمائة درهم من رجل من مَهرة فقال: انطلق به إلی عائشة فقل لها: بعث به إلیك الأشتر مالك بن الحارث وقال هذا عوض من بعیرك، فانطلقت به إلیها فقلت: مالك یقرئك السلام ویقول: إنّ هذا البعیر مكان بعیرك، قالت: لا سلّم اللَّه علیه إذ قتل یعسوب العرب- تعنی ابن طلحة- وصنع بابن اُختی مأصنع قال: فرددته إلی الأشتر واعلمته. قال: فأخرج ذراعین شعراوین وقال: أرادوا قتلی فما أصنع؟.
    35. انظر تاریخ الطبری: 3 / 547 مع اختلاف یسیر فی اللفظ، وذكر العلّامة المجلسی فی البحار ط القدیم: 8 / 419 نقلاً عن كتاب إبطال توبة الخاطئة عن إبراهیم بن عروة عن ثابت عن أبیه عن حبة العرنی أنّ أمیر المؤمنین صلوات اللَّه علیه بعث إلی عائشة محمّداً أخاها رحمه الله وعمّار بن یاسر رحمه الله إن إرتحلی وألحقی بیتك الّذی تركك فیه رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فقالت: واللَّه لا أریم هذا البلد أبداً. فرجعا إلی أمیر المؤمنین علیه السلام وأخبراه بقولها فغضب ثمّ ردّهما إلیها وبعث معهما مالك الأشتر فقال: واللَّه لتخرجنّ أو لتحملنّ إحتمالاً. ثمّ قال أمیر المؤمنین علیه السلام یامعشر عبدالقیس، أندبوا إلی الحرّة الخیرة من نسائكم، فإن هذه المرأة من نسائكم فانّها قد أبت أن تخرج لتحملوها إحتمالاً، فلمّا علمت بذلك قالت لهم: قولوا له فلیجهّزنی، فأتوا أمیر المؤمنین علیه السلام فذكروا له ذلك، فجهزّها، وبعث معها بالنساء...

      وعن زیاد الضبی قال: سمعت الأحنف بن قیس یقول: بعث علیّ علیه السلام إلی عائشة أن ارجعی إلی الحجاز، فقالت: لا أفعل. فقال لها: لئن لم تفعلی لأرسلنّ إلیك نسوة من بكر بن وائل بشفار حداد یأخذنك بها، قال: فخرجت حینئذٍ.

      وعن إسحاق بن إبراهیم عن عبدالجلیل إنّ أمیر المؤمنین علیه السلام بعث عمّار بن یاسر إلی عائشة أن ارتحلی، فأبت علیه، فبعث إلیها بامرأتین وامرأة من ربیعة معهنّ الإبل، فلما رأتهنّ ارتحلت.

      وعن محمّد بن علیّ بن نصر عن عمر بن سعد أنّ أمیر المؤمنین علیه السلام دخل علی عائشة لمّا أبت الخروج، فقال لها: یا حمیراء إرتحلی وإلّا تكلّمت بما تعلمین، قالت: نعم أرتحل، فجهّزها وأرسلها ومعها أربعین امرأة من عبد قیس...

      وذكر العلّامة سبط ابن الجوزی فی تذكرة الخواصّ: 79 مثل ذلك مع اختلاف یسیر حیث قال: لمّا بعث علیّ علیه السلام عبداللَّه بن عباس یأمرها بالمسیر إلی المدینة فدخل علیها ابن عباس بغیر إذن فقالت له: اخطأت السنّة دخلت علینا بغیر إذن، فقال لها: لو كنت فی البیت الّذی خلّفك رسول اللَّه صلی الله علیه وآله ما دخلنا علیك بغیر إذنك...

      وقال هشام بن محمّد: فجهّزها علیّ علیه السلام أحسن الجهاز ودفع لها مالاً كثیراً وبعث معها أخاها عبدالرحمن بثلاثین رجلاً وعشرین امرأة من أشراف البصرة وذوات الدین من همدان وعبد القیس، وألبسهنّ العمائم وقلّدهنّ السیوف بزیّ الرجال وقال: لهنّ: لا تعلمنها أنكنّ نسوة، وتلثّمن وكنّ حولها ولایقربنها رجل وسرن معها علی هذا الوصف، فلمّا وصلت إلی المدینة قیل لها: كیف كان مسیرك؟ فقالت: بخیر، واللَّه لقد أعطی فأكثر ولكنه بعث رجالاً معی أنكرتهم، فبلغ ذلك النسوة فجئن إلیها وعرفنها أ نّهنّ نسوة فسجدت وقالت: واللَّه یا ابن أبی طالب ما إزددت إلّا كرماً، وودت انّی لم أخرج هذا المخرج وان أصابنی كیت وكیت... (وانظر مقاتل الطالبیین: 42 و 43).

      وقال ابن عبد ربه فی العقد الفرید: 4 / 328 ط لجنة التألیف: فجهّزها بأحسن الجهاز، وبعث معها أربعین امرأةً، وقیل: سبعین حتّی قدمت المدینة.

      وذكر ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 494 انصراف عائشة من البصرة إلی المدینة مثل ذلك باختلاف یسیر فی اللفظ بإضافة (فكانت عائشة إذا ذكرت یوم الجمل تبكی لذلك بكاء شدیداً ثمّ تقول: یالیتنی لم أشهد ذلك المشهد، یالیتنی متّ قبل هذا بعشرین سنة....)وذكر الطبری فی: 5 / 204 والعقد الفرید: 4 / 329 والمسعودی فی المروج: 5 / 197 بهامش ابن الأثیر قریب من هذا اللفظ لكن الطبری قال (فسرّحها علیٌّ وأرسل معها جماعةً من رجال ونساء وجهّزها وأمر لها باثنی عشر ألفاً من المال، فاستقلّ ذلك عبداللَّه بن جعفر فأخرج لها مالاً عظیماً وقال: إن لم یجهزه أمیر المؤمنین فهو علیَّ).

    36. فی (أ): لا یغضب، وفی (ج): تعتب.
    37. فی (أ): وحماها.
    38. فی (أ): وإنّه علی معتبی.
    39. فی (أ): نبیّنا.
    40. فی (أ): وسیر.
    41. انظر تاریخ الطبری: 3 / 547.
    42. تقدّمت تخریجاته.

      لكن بعد هذا كلّه یبقی سؤال یطرح نفسه: لماذا رجعت إلی بیتها وفی نفسها ألف حسرةٍ وندامةٍ وصدرها یغلی علی علیّ بن أبی طالب علیه السلام كالمِرجَل كما قال هو علیه السلام فی خطبته فی البصرة بعد حرب الجمل- كما ذكر ذلك ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1 / 63- وأمّا عائشة فقد أدركها رأی النساء، وشی ءٌ كان فی نفسها علیَّ یغلی فی جوفهاكالمِرجَل... وبقیت منطویة علی غیظها علیة مدّة خلافته القصیرة حتّی إذا جاء نعیه سجدت للَّه شكراً وأظهرت السرور كما ذكر أبو الفرج الاصفهانی فی مقاتل الطالبیین: 43، ولكن فی الطبعه الاُولی فی ایران مطبعة أمیر منشورات الشریف الرضی شرح وتحقیق السیّد أحمد صقر ذكر فی: 55 قال: لمّا ان جاء عائشة قتل علیّ علیه السلام سجدت... دون ذكر «للَّه شكراً» وهی الّتی تمثّلت بقول الشاعر:


      فألقت عصاها واستقرّ بها النوی
      كما قرَّ عیناً بالإیاب المُسافر


      ثمّ قالت: مَن قتله؟ فقیل: رجل من مراد، فقالت:


      فإن یَكُ نائیاً فلقد نعاه
      غلامٌ لیس فی فیه التراب


      فقالت زینب ابنة اُم سلمة- ربیبة رسول اللَّه صلی الله علیه وآله ألعلیٍّ تقولین هذا؟ فقالت: إنّی أنسی ، فإذا نسیت فذكّرونی. (انظر طبقات ابن سعد: 3 / 27، ابن الأثیر: 3 / 171، والطبری: 6 / 87، تهذیب الكمال: 249، میزان الاعتدال: 2 / 301، اُسد الغابة: 5 / 468، كتاب الجمل للشیخ المفید: 84).

    43. فی (أ): فسار وأتی.
    44. فی (أ): میر، وفی تاریخ الطبری: أبَیر التیمی.
    45. فی (أ): قالوا.
    46. فی (أ): وأخبرها بمكانی ولا یعلم محمّد بن أبی بكر.
    47. انظر تاریخ الطبری: 3 / 540- 541 تحت عنوان «من انهزم یوم الجمل فاختفی ومضی فی البلاد» مع اختلاف یسیر فی اللفظ. وعتبة ذهبت عینه یوم الجمل وكان یضعّف وولّاه معاویة مصر كما یقول ابن قتیبة فی المعارف: 345 و 586.
    48. فی (أ): له.
    49. فی (أ): واحد.
    50. انظر تاریخ الطبری: 3 / 544 بإضافة أنه علیه السلام نظر فی بیت المال فإذا فیه ستمائة ألفٍ وزیادة.
    51. المصدر السابق: 3 / 544.
    52. المصدر السابق: 3 / 538، و: 5 / 218، والعقد الفرید: 4 / 32، و فی (أ): لاستقلّت بها.
    53. تقدّمت تخریجاته، وفی (ب،د): ضرب القصّارین.
    54. تقدّمت تخریجاته.
    55. فی (ج): كان.
    56. ذكر الطبری فی تاریخه: 3/543 عن محمّد وطلحة قالا: كان قتلی الجمل حول الجمل عشرة آلاف نصفهم من أصحاب علیّ ونصفهم من أصحاب عائشة، من الأزد ألفان، ومن سائر الیمن خمسمائة، ومن مضر ألفان، وخمسمائة من قیس، وخمسمائه من تمیم، وألف من بنی ضبّة، وخمسمائة من بكر بن وائل، وقیل: قُتل من أهل البصرة، فی المعركة الأولی خمسة آلاف، وقُتل من أهل البصرة فی المعركة الثانیة خمسة آلاف، فذلك عشرة آلاف قتیل من أهل البصرة، ومن أهل الكوفة خمسة آلاف. قالا: وقُتل من بنی عدی یومئذٍ سبعون شیخاً كلّهم قد قرأ القرآن سوی الشباب ومن لم یقرأ القرآن، وقالت عائشة: مازلت أرجو النصر حتّی خفیت أصوات بنی عدی.

      وقال ابن أعثم فی تاریخه: قُتل من جیش علیّ ألف وسبعمائة ومن أصحاب الجمل تسعة الآف. وقال ابن عبد ربه فی العقد الفرید: 2 / 280 ط القدیم: قُتل یوم الجمل من جیش عائشة عشرون ألفاً ومن أصحاب علیّ خمسمائة. وفی تاریخ الیعقوبی: قُتل فی ذلك نیف وثلاثون ألفاً. وورد فی كشف الیقین: 156 أنه قتل من جند الجمل 16 الفاً و 690 وكانوا 30 ألفاً، وقُتل من أصحاب علیّ 1070 وقیل: 1900 وكانوا 20 ألفاً. (انظر شرح النهج لابن أبی الحدید: 6 / 215، الإرشاد: 131، وتذكرة الخواصّ: 66).

      وانظر الطبری: 5 / 225، والعقد الفرید: 4 / 226 ط لجنة التألیف، ابن أعثم والیعقوبی عند ذكرهما الجمل من تأریخهما، أنساب الأشراف للبلاذری: 2 / 228، اُسد الغابة لابن الأثیر: 2/38 و114 و178، و: 4/46 و100، و: 5 / 143 و 146 و 286، شرح النهج لابن أبی الحدید: 2/481 ط بیروت اُفست، مروج الذهب للمسعودی: 2 / 358- 360، الإصابة لابن حجر: 1 / 248 و 501، و: 2 / 395، تاریخ الإسلام للذهبی: 2 / 149، الطبقات الكبری لابن سعد: 6 / 221.

      وقد قتل من أصحاب الإمام علیّ علیه السلام یوم الجمل: زید بن صوحان العبدی الّذی شهد له النبیّ صلی الله علیه وآله بالجنة. كما جاء فی أنساب الأشراف: 2 / 244 واُسد الغابة: 2 / 233، ومروج الذهب: 2 / 369.

      واستشهد أیضاً سیحان بن صوحان العبدی وهند بن أبی هالة ربیب الرسول صلی الله علیه وآله اُمّه خدیجة وقیل: إنّ عدد الصحابة الّذین شهدوا لجمل مع علیّ علیه السلام من المدینة 4000 ومن الأنصار 800، ومن أهل بدر 130، ومن أهل بیعة الرضوان 700. (انظر المصادر السابقة).

    57. صِفِّین: ما بین أعالی العراق وبلاد الشام، تلك البلدة الّتی خلّدها التاریخ، وتلك الحرب الّتی استنفدت من الدم المهراق مائة یوم وعشرة أیام، بلغت فیها الوقائعُ تسعین وقعةً. كانت حرباً ضروساً أو شكت أن تُفنی المسلمین وتذهب بمجدهم وتمحو آثارهم، فما كاد المسلمون ینزلون عن خیلهم بعد وقعة الجمل سنة 36 ه، حتّی اعتلَوْها مرةً اُخری فی حرب صفّین، لخمس مضین من شوال یوم الأربعاء من تلك السنة، وكان الباعث علیها كالباعث علی حرب الجمل وهو حبّ الدنیا والعداوة للرسول وأهل بیته علیهم السلام، ولو كانت هذه الحرب فی نصرة الإسلام لجرت علی الإسلام خیراً كثیراً بقدر ما جرت علیه من الضرر أو أكثر. (انظر أعیان الشیعة: 1 / 465، معجم البلدان (صفّین)، وقعة صفین لنصربن مزاحم تحقیق وشرح عبدالسلام محمّد هارون الطبعة الثانیة منشورات مكتبة آیة اللَّه العظمی المرعشی النجفی / المؤسّسة العربیة الحدیثة: 131، والفهرست لابن الندیم: 137 و 144. وانظر ابن خلّكان: 1 / 506، الطبری فی تاریخه: 5 / 235، و: 6 / 2- 40، المعارف: 36، الاشتقاق: 152، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 287، وغیرهم كثیر.
    58. جریر بن عبداللَّه بن جابر، یكنی أبا عمرو من قبیلة «بجیلة» قدم إلی النبیّ صلی الله علیه وآله سنة عشر فی رمضان وبایعه وأسلم. وكان عمر بن الخطّاب یقول: جریر یوسف هذه الاُمّة، لحُسنه، واشترك فی الفتوح زمن عمر، توفّی بالشراة بقرقیسیا سنة احدی وخمسین، أو أربع وخمسین، فی ولایة الضحّاك بن قیس علی الكوفة. (انظر الإصابة: 1 / 233، اُسد الغابة: 1 / 279- 280، المعارف لابن قتیبة: 292).
    59. ردت أیضاً بلفظ (همذان) وهما لغتان، فلغة الإعمال هی الفارسیة، وبالإعجام معرّبة. (انظر معجم استینجاس: 1509).
    60. انظر الفتوح لابن أعثم: 1 / 508، الأخبار الطوال: 156، وتاریخ الیعقوبی: 2 / 186، الكامل لابن المبرّد: 183، صفین لنصر بن مزاحم: 52 و 15، شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 580، الإصابة: 1 / 233، واُسد الغابة: 1 / 280، الإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 1 / 110، تاریخ الطبری: 3 / 560.
    61. الأشعث بن قیس الكندی: وفد مع قومه إلی النبیّ صلی الله علیه وآله سنة عشر من الهجرة وارتدّ بعد النبیّ فاُسر وجی ء به إلی المدینة فقال لأبی بكر: استبقنی لحربك وزوّجنی اُختك، ففعل. وشهد مع علیّ صفّین وألزم علیاً بالتحكیم. مات بعد سنة أربعین بالكوفة. (انظر المعارف لابن قتیبة: 168، اُسد الغابة: 1 / 98، الأخبار الطوال: 156، ابن أعثم: 2 / 367، العقد الفرید: 4 / 330، وانظر الشافی: 4 / 129- 135 المطبوع و: 193 الرقم 1282 المخطوط فی مكتبة السیّد المرعشی النجفی، وتلخیص الشافی للشیخ الطوسی: 3 / 162- 167، شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 30- 33 ط القدیمة، بحار الأنوار: 8 / 248- 250، المسترشد فی الإمامة لابن رستم الطبری: 353 تحقیق الشیخ المحمودی.
    62. انظر المصادر السابقة.
    63. ذكر ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 508، والطبری فی تاریخه: 3 / 560، وابن أبی الحدید فی شرح النهج: 5 / 98، وابن الأثیر فی الكامل: 3 / 276، وصاحب الأخبار الطوال: 156، وابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 1 / 110- 113- 116، ونصر بن مزاحم المنقری فی وقعة صفین: 15 أنّ الإمام علیّ علیه السلام كتب إلی جریر بن عبداللَّه كتاباً وأرسله مع زَحْرِ بن قیس الجعُفی الكوفی- أحد أصحاب علیّ علیه السلام أنزله المدائن فی جماعة جعلهم هناك رابطة كما ذكر صاحب تاریخ بغداد تحت رقم 4605، وفی تاج العروس (زحر) وفی الإصابة: 3 / 39 یزجر، وقیل: زفر كما ذكر ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة- وقد جاء فیه بسم اللَّه الرحمن الرحیم، من علیّ أمیر المؤمنین، أمّا بعد، یا جریر فإنّ اللَّه تبارك وتعالی (لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)الرعد: 11. وإنّی اُخبرك عن نبأ من سرَنا إلیه من جموع طلحة والزبیر عند نكثهم بیعتهم، وما صنعوا بعاملی عثمان بن حنیف، إنّی هبطت من المدینة بالمهاجرین والأنصار، حتّی إذا كنت بالعُذَیب بعثت إلی أهل الكوفة بالحسن بن علیّ وعبداللَّه بن عباس وعمّار بن یاسر وقیس بن سعد بن عُبادة، فاستنفروهم فأجابوا، فسرتُ بهم حتّی نزلت بظهر البصرة فأعذرت فی الدعاء... وقد بعثت إلیكم زَحر بن قیس، فاسأل عمّا بدا لك.

      وذكرت المصادر التاریخیة جواب جریر أیضاً. قالوا: فلمّا قرأ جریر الكتاب قام فقال: أیّها الناس، هذا كتاب أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب، وهو المأمون علی الدین والدنیا، وقد كان من أمره وأمر عدوِّه ما نحمد اللَّه علیه، وقد بایعه السابقون الأوّلون من المهاجرین والأنصار والتابعین بإحسان. ولو جُعل هذا الأمر شوری بین المسلمین كان أحقّهم بها، ألا وإنَّ البقاء فی الجماعة، والفناء فی الفرقة، وعلیّ حاملكم علی الحقّ ما استقمتم، فإن ملتم أقام میلكم... فقال الناس: سمعاً وطاعة، رضینا رضینا. فأجاب جریر وكتب جواب كتابه بالطاعة، وكان مع علیّ رجلٌ من طی، ابن اُخت لجریر فحمل زحر بن قیس شعراً له إلی خاله جریر.


      جریر بن عبداللَّه لا تردّد الهدی
      وبایع علیاً إنّنی لك ناصح


      إلی آخر الأبیات. انظرها فی وقعة صفّین: 16، والفتوح لابن أعثم: 1/509 فی الهامش رقم 1 وص 510 هامش رقم 1. وانظر تعقیب ابن أبی الحدید فی شرح النهج علی هذه الخطبة والشعر: 1 / 247.

      ثمّ قام زَحْرُ بن قیس خطیباً فحمد اللَّه واثنی علیه... ثمّ قال: أیّها الناس إنّ علیاً قد كتب إلیكم كتاباً لا یقال بعده إلّا رجیع من القول، ولكن لابدّ من ردِّ الكلام، إن الناس بایعوا علیاً بالمدینة من غیر محاباة له ببیعتهم... وإنّ طلحة، والزبیر نقضا بیعته علی غیر حدث، وألّبا علیه الناس، ثمّ لم یَرضَیا حتّی نصبا له الحرب، وأخرجا اُمّ المؤمنین فلقیهما فأعذر فی الدعاء... ولئن سالتم الزیادة زدناكم، ولا قوّة إلّاباللَّه. (انظر ابن أعثم: 1 / 510، ووقعة صفّین: 18، والإمامة والسیاسة: 1 / 110).

      وقال جریر فی ذلك شعراً:


      أتانا كتابُ علیّ فلم
      نردَّ الكتاب بأرضِ العجم


      إلی آخر الأبیات. (انظر وقعة صفین: 18، وابن أعثم فی الفتوح: 1 / 510).

      وقال ابن الأزور القسری فی جریر شعراً یمدحه:


      لعمر أبیك والأبناء تُنْمی
      لقد جَلّی بخطبته جریر


      إلی آخر الأبیات. (انظر المصدر السابق).

      وقال النهدیُّ فی ذلك:


      أتانا بالنبأ زَحْرُ بنُ قیسٍ
      عظیم الخَطْبِ من جُعْفِ بن سعد


      إلی آخر الأبیات. انظر المصدر السابق.

      قالوا: ثمّ أقبل جریر سائراً من ثغر همدان حتّی ورد علی علیّ علیه السلام بالكوفة، فبایعه ودخل فیما دخل فیه الناس، من طاعة علیّ، واللزومُ لأمره، وأنشأ شعراً. انظر المصادر السابقة.

      وذكرت المصادر التاریخیة السابقة أیضاً بأنّ الإمام علیّ علیه السلام بعث إلی الأشعث بن قیس الكندی كتاباً مع زیاد بن كعب جاء فیه: أمّا بعد، فلولا هنَاتٌ كنَّ فیك كنتَ المقدَّم فی هذا الأمر قبل الناس، ولعلّ أمرك یحمل بعضهُ بعضاً إن اتّقیت اللَّه، ثمّ إنّه كان من بیعة الناس إیّای ما قد بلغك، وكان طلحة والزبیر ممن بایعانی ثمّ نقَضا بیَعتی علی غیر حدَث... وإنّ عملك لیس لك بطُعمةٍ، ولكنّه أمانة. وفی یدیك مالٌ من مال اللَّه، وأنتَ من خُزّان اللَّه علیه حتّی تسلِّمه إلیَّ ولعلی أن لا أكونَ شرَّ وُلاتك لك إن استَقمت. ولا قوة إلّا باللَّه.

      وذكر ابن أعثم فی 1 / 511 وقال: ثمّ طوی الكتاب وختمه ودفعه إلی رجل من أصحابه یقال له زیاد بن مرحب الهمدانی، وأمره بسرعة السیر إلی الأشعث.

      وذكر نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 21 وقال: فلمّا قرأ الكتاب قام زیاد بن مرحب فحمد اللَّه وأثنی علیه ثمّ قال: أیّها الناس، إنّ مَنْ لم یكفه القلیل لم یكفه الكثیر... ثمّ قام الأشعث بن قیس، فحمداللَّه وأثنی علیه ثمّ قال: أیّها الناس إنّ أمیر المؤمنین عثمان ولّانی اذربیجان، فهلك وهی فی یدی، وقد بایع الناس علیاً، وطاعتُنا له كطاعة من كان قبله... فلمّا أتی منزله دعا أصحابه فقال: إنّ كتاب علیّ قد أوحشَنی، وهو آخذٌ بمال أذربیجان، وأنا لاحقٌ بمعاویة، فقال القوم: الموت خیرٌ لك من ذلك؛ أتدع مِصرَك وجماعةَ قومك وتكون ذنباً لأهل الشام؟ فاستحیی فسار حتّی قدم علی علیّ. فقال السكونی- وقد خاف أن یلحق بمعاویة-:


      إنِّی اُعیذك بالّذی هو مالك
      بمُعاذةِ الآباء والأجداد


      إلی آخر الأبیات. (انظر وقعة صفین: 21 وابن أعثم فی الفتوح: 1 / 513 هامش رقم 1 مع اختلاف یسیر فی اللفظ)، وقیلت قصائد فی الأشعث بن قیس وكذلك ممّا قیل من شعر علی لسان الأشعث فانظرها فی المصادر السابقة.

      ثمّ ذكر المؤرّخون أن الأشعث بن قیس قدم علی علیّ بعد قدومه الكوفة ومعه أیضاً وفود فیها جاریةُ بن قُدامة وحارثةُ بن بدر وزید بن جَبَلة وأعْیَن بن ضُبیعة وعظیم الناس بنو تمیم، وكان فیهم أشراف، ولم یقدم هؤلاء علی عشیرة من أهل الكوفة، فقام الأحنف بن قیس. وجاریة بن قدامه، وحارثة بن بدر، فتكلم الأحنف فقال: یا أمیر المؤمنین، إنه إن تك سعدٌ لم تنصرك یوم الجمل فإنها لم تنصر علیك... إلی أن قال علیٌ لجاریة بن قدامة وكان رجُلَ تمیم بعد الأحنف-: ما تقول یا جاریة؟ فقال: أقول هذا جمعٌ حشره اللَّه لك بالتقوی ولم تستكره فیه شاخصاً، ولم تشخص فیه مقیماً...

      وكان حارثة بن بدر أشدَّ الناس رأیاً عند الأحنف وكان شاعر بنی تمیم وفارسهم فقال علیٌ: ما تقول یا حارثة؟ فقال: یا أمیر المؤمنین، إنّا نشوب الرجاء بالمخافة واللَّه لَوَددت أنّ أمواتنا رجعوا إلینا فاستعنّا بهم علی عدوِّنا ولسنا نلقی القوم بأكثر من عددهم... فوافق الأحنف فی رأیه فقال علیٌّ للأحنف: اكتب إلی قومك. فكتب الأحنف إلی بنی سعد: انظر الكتاب فی المصادر السابقة.

    64. انظر الفتوح لابن أعثم: 1 / 571، والإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 120- 125، أعیان الشیعة: 1 / 475- 479، تاریخ الطبری: 3 / 563.
    65. فی (أ): واستقرّ.
    66. بو عبداللَّه أو أبو محمّد عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشی السهمی واُمه النابغة بنت حرملة، سبیت من بنی جیلان بن عتیك، وبیعت بعكاظ واشتراها الفاكه بن المغیرة، ثمّ انتقلت إلی عبداللَّه بن جدعان ومنه إلی العاص بن وائل، فولدت له عمراً. أرسلته قریش إلی النجاشی لیغیّر رأیه علی جعفر بن أبی طالب ومَن معه من المهاجرین إلی الحبشة ویسترجعهم إلی مكة فردّه النجاشی. أسلم سنة ثمان وقبل الفتح بستّة أشهر. وافتتح مصر لعمر، وولیها إلی السنة الرابعة من خلافة عثمان، فعزله عنها، فأخذ یؤلّب علیه حتّی قُتل. ثمّ اشترك مع معاویة بصفین مطالباً بثأر عثمان وأشار برفع المصاحف للصلح فانخدع جیش علیّ وقبلوا الصلح وعیّنوا أبا موسی من قِبلهم، وعیّن معاویة عمراً فغدر بأبی موسی وخلعا علیاً ونصب عمرو معاویة وأخذ مصر طعمة من معاویة وولیها بعد قتل محمّد بن أبی بكر حتّی توفی سنة (43ه) أو بعدها ودُفن هناك.

      راجع ترجمته فی جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 154، وطبقات ابن سعد: 7 / ق 2 / 188، المعارف لابن قتیبة: 285، اُسد الغابة: 4 / 420، الكامل فی التاریخ: 2 / 232، البدایة والنهایة: 4/275، شرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 20 و 8 / 53، مقاتل الطالبیین: 44، الإرشاد: 1 / 18- 22.

    67. انظر تاریخ الطبری: 3 / 562 مع اختلاف یسیر فی اللفظ.
    68. انظر تاریخ الطبری: 3 / 562 وقد ذكر ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 521 كتاب معاویة بن أبی سفیان إلی عمرو بن العاص، وعمرو یومئذٍ بفلسطین. وكذلك ذكر المحاورة الّتی جرت بین عمرو بن العاص وابنیه عبداللَّه ومحمّد. وقول عبداللَّه: أمّا أنا فأقول: إنّ النبیّ صلی الله علیه وآله خرج من الدنیا وهو عنك راضٍ وكذلك الخلیفتان من بعده: أبو بكر وعمر، وأمّا عثمان فإنّه قُتل وأنت عنه غائب، وقد وسّع اللَّه علیك فاقعد فی بیتك، فإنّك لا تطمع أن تكون خلیفة، ولیس ینبغی لك أن تكون حاشیة معاویة علی دنیا قلیلة زائلة عن أهلها، والسلام.

      وقال ابنه محمّد: أمّا أنا فأقول: إنّك شیخ قریش وصاحب أمرها، وإنّ اضطراب هذا الأمر وأنت عنه غائب لصغر أمرك ویذهب قدرك، فالحق بجماعة من أهل الشام فكن یداً من أیدیها، واطلب بدم عثمان بن عفان، فلست أقلّ من معاویة.

      فأطرق عمرو ساعة ثمّ قال: أمّا أنت یا عبداللَّه، فأشرت علیَّ بما هو خیرٌ لی فی دنیای ودینی، وأمّا أنت یا محمّد، فأشرت علیّ بما هو خیرٌ لی فی دنیای، وسأنظر فی ذلك. فلمّا جنّ علیه اللیل رفع صوته وجعل یقول شعراً:


      تطاول لیلی للهموم الطوارق
      وخوف الّتی تبدی وجوه العوائق


      إلی آخر الابیات الّتی ذكرها الیعقوبی فی تاریخه: 2 / 185.

      ثمّ أدنی عمرو غلاماً یقال له وردان، فقال له: ارحل یاوردان، فعبّی له الأثقال وترحّل، فقال له عمرو: حطّ یاوردان، فحطّ، ثمّ قال: ارحل یاوردان، فرحل، فلم یزل عمرو یقول: ارحل وحطّ، فقال له وردان: أبا عبداللَّه، ما شأنك؟ أخولطت؟ فقال عمرو: لا، قال: فما قصتك؟ مرّة تقول: ارحل یاوردان، ومرّة تقول: حطّ یاوردان! فقال عمرو: لا أدری، قال وردان: لكنی أدری، واللَّه أنت رجل قد اعترضت الدنیا والآخرة علی قلبك، فقلت: إنّ علیاً معه آخرة بلا دنیا، وفی الآخرة عوض من الدنیا، ومعاویة معه دنیا بلا آخرة ولیس فی الدنیا عوض من الآخرة... فقال عمرو: للَّه أبوك یاوردان، ما أخطأت شیئاً.... ولكن هات ما عندك من الرأی. فقال وردان: عندی واللَّه من الرأی أن تجلس فی بیتك.... فقال عمرو: یاوردان، الآن أقعد فی بیتی، وقد سمعت العرب بتحریكی إلی معاویة، ارحل یاوردان، فرحل وردان وأنشأ عمرو یقول شعراً:


      یا قاتل اللَّه ورداناً وأربته
      أبدی لعمرك مافی الصدر وردان


      إلی آخر الأبیات كما أوردها الیعقوبی فی تاریخه: 2 / 185، وابن أعثم فی الفتوح: 1 / 522 هامش 1، وانظر هذه المساجلات فی وقعة صفین: 34- 35- 38 و 40.

      ونقل ابن أبی الحدید فی شرحه علی النهج: 1 / 137 تعلیق أبی القاسم البلخی علی قول عمرو لوردان «دعنا عنك» كنایة عن الإلحاد بل تصریح به. أی دع هذا الكلام الّذی لاأصل له فإنّ اعتقاد الآخرة وأنها لا تباع بعرض الدنیا من الخرافات. وقال رحمه الله: ومازال عمرو بن العاص ملحداً ما تردّد قطّ فی الإلحاد والزندقة، وكان معاویة مثله. ویكفی من تلاعبهما بالإسلام حدیث السرار المروی، وأنّ معاویة عضّ اُذن عمرو. أین هذا من أخلاق علیّ علیه السلام وشدّته فی ذات اللَّه، وهما مع ذلك یعیبانه بالدعابة.

      ونقل ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة هذه المساجلات بین عمرو وابنیه وغلامه وكذلك مساومة عمرو بن العاص معاویة علی مصر فی: 1 / 112 وما بعدها.

      وقد علّق أبو عثمان الجاحظ علی المساومة بقوله: كانت مصر فی نفس عمرو بن العاص لأ نّه هو الّذی فتحها فی سنة تسع عشرة من الهجرة فی خلافة عمر، فكان لعظمها فی نفسه وجلالتها فی صدره وما قد عرفه من أموالها وسعة الدنیا لا یستعظم أن یجعلها ثمناً من دینه. نقل هذا الكلام ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1 / 138، وانظر مروج الذهب: 2 / 390، الكامل: 3 / 179، الطبری: 6 / 56.

    69. فی (أ): تغنین.
    70. فی (أ): الفرسان.
    71. فی (أ): الستورا.
    72. انظر الفتوح لأبن أعثم: 1 / 558. وذكر نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 42 و 43 وقصیدة لعلیّ علیه السلام فیما صنع معاویة وعمرو بن العاص مطلعها:


      یا عجباً لقد سمعتُ منكراً
      كِذْباً علی اللَّه یُشیب الشَّعرا


      وقال فیها:


      أن یقرنوا وصِیَّه والأبترا
      شانِی الرسولِ واللعین الأخْزَرا


      وهذه إشارة إلی والد عمرو بن العاص الّذی نزل فیه قوله تعالی (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) وبالأخزر عمرو بن العاص لأ نّه ینظر بمؤخرة عینیه.

      وقال فیها أیضاً:


      لو أن عندی یابن حربٍ جعفرا
      أو حمزةَ القَرْمَ الهُمامَ الأزهرا


      رأتْ قریشٌ نجمَ لیلٍ ظُهُرا

      .

    73. فی (ب، د): تسعین.
    74. فی (ج) فقط، والظاهر أنه خطأ من قِبل النساخ فی تكرار البیت.
    75. فی (أ): عمرو.
    76. هو أبو عمرة الأنصاری، قیل: اسمه بشر، وقیل: بشیر، وكان زوج بنت عم النبیّ صلی الله علیه وآله المقوم بن عبدالمطّلب قُتل یوم صفین وقد رثاه النجاشی وأخذ یبكی علیه:


      لَنِعم فَتَی الحیَّینِ عمرو بن مِحْصَن
      إذا صائح الحیِّ المَصبَّحَ ثَوّبا


      إلی آخر القصیدة الّتی ذكرها نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 357- 359 وقد كان من أصحاب الإمام علیّ علیه السلام وقد جَزع علیّ علیه السلام لقتله یوم صفین. (انظر ترجمته أیضاً فی قسم الكنی من الإصابة: 801 و 805، الاشتقاق: 269، التقریب: 603، الغدیر: 9 / 362، سبیل النجاة فی تتمةالمراجعات رقم 455، مروج الذهب: 2/352، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزی: 81.

    77. ذكره كلّ من ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 1 / 136 و 137 و 165، ونصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 117 علی الرغم من أنه ذكره باسم سعید بن قیس الهمدانی كما فی: 138 و 426 و 432 وباسم سعد فی: 195.
    78. هو أبو عبدالقدوس شبث بن ربعی التمیمی: كان مع المتنبئة، ثمّ أسلم، ثمّ سار مع الخوارج، ثمّ تاب، وعمّر إلی ما بعد المختار. (انظر الجمهرة: 216 وابن سعد: 6/216، وقعة صفین: 97 و98 و187 و 195 و 197 و 199 و 205 و 294، معجم الفِرق الإسلامیة: 214، الملل والنحل للشهرستانی: 1 / 106). لتجد أنّ شبث بن ربعی من زعماء الخوارج، وكان دینه تكفیر علیّ وعثمان وأصحاب الجمل والحكمین فی صفین. (وانظر المعارف لابن قتیبة: 405 حیث قال: إنّ شبث بن ربعی أذّن لها- أی اذّن لسجاح، والإمامة والسیاسة لابن قتیبة أیضاً: 149 و 169 علی الرغم من أنه ذكره باسم شیث بن ربعی، والإرشاد: 2 / 38 و 52 و 53 و 95 و 98، تاریخ الطبری: 5 / 240، الأخبار الطوال: 172).
    79. انظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 17.
    80. فی (ب): فتقدّم.
    81. فی (أ): بذلك.
    82. فی (أ): ومجازیك علیه.
    83. فی (أ): أوصاك.
    84. انظر المصدر السابق مع اختلاف یسیر فی اللفظ، وكذلك تاریخ الطبری: 5/242، و: 3/569 ط اُخری.
    85. فی (أ): وأترك.
    86. فی (أ): انصرفوا عنّی فلیس عندی إلّا السیف.
    87. فی (أ): أتهول علینا.
    88. فی (أ): واللَّه لنعجلنها إلیك.
    89. فی (أ): فأخبروه بذلك.
    90. فی (ب): وأخذوا یكرهون.
    91. انظر تاریخ الطبری: 3 / 570 مع اختلاف یسیر فی اللفظ.
    92. الأشتر هو مالك بن الحارث النخعی، أدرك الرسول صلی الله علیه وآله وكان رئیس قومه، شترت عینه فی الیرموك فلقّب بالأشتر، وله مواقف شهیرة فی الجمل وصفین مع علیّ علیه السلام وفی سنة (38ه) ولّاه علی مصر، فأمر معاویة دهقاناً وكان بالعریش- مدینة من أوّل أعمال مصر من ناحیة الشام- أن یدسّ له السمّ، فلمّا نزل الأشتر العریش سمّه الدهقان فی عسل، فقال معاویة: «للَّه جنود من العسل». انظر مروج الذهب: 2 / 139 ط بیروت، المغتالین من الأشراف: 39، وتاریخ الیعقوبی: 2 / 139 ط بیروت ومعجم البلدان: لغة بعلبك، شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 29، والطبری فی تاریخه: حوادث سنة (38- 39ه)، تهذیب الكمال: 27 / 126 الرقم 5731، معجم رجال الحدیث: 14 / 161 الرقم 9796.
    93. هو حجر بن عدی الأدبر الكندی الملقّب بحجر الخیر، وكان من فضلاء الصحابة، وفد إلی النبیّ وشهد القادسیة، وقد قتله معاویة صبراً، ویقال: إنّه أوّل من قُتل صبراً فی الإسلام، قُتل معه ستة من أصحابه، وهم: شریك بن شدّاد الحضرمی، وصیفی بن فسیل الشیبانی، وقبیصة بن ضبیعة العبسی، ومحرز بن شهاب السعدی، وكدام بن حیان العَنزی، وعبدالرحمن بن حسّان العنزی. وكان حجر ثقة عیناً ولم یرو عن غیر علیّ شیئاً، وهو الّذی افتتح مرج عذراء، وكان شریفاً فی قومه مطاعاً، آمراً بالمعروف، صالحاً عابداً یلازم الوضوء، وباراً باُمه، كثیر الصلاة والصیام.

      انظر ترجمته فی طبقات ابن سعد: 6 / 151 و 154، المستدرك: 3 / 468، الاستیعاب: 1/134 الرقم 548، ط حیدرآباد اُسد الغابة: 1/385، سیر أعلام النبلاء: 3/ 305 الترجمة رقم 314، تاریخ الذهبی: 3 / 276، تاریخ ابن كثیر: 8 / 50، الإصابة: 1 / 315، تاریخ الطبری: 2 / 111- 149 و 5 / 277، تاریخ ابن الأثیر: 3 / 403 و 404، وقعة صفین: 103، مروج الذهب: 3 / 3- 4، تهذیب الكمال: 5 / 485 الرقم 1141، المعارف لابن قتیبة: 334، الأغانی: 16 / 10، تاریخ دمشق: 2 / 379.

    94. تقدّمت ترجمته.
    95. ذكره ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة فی: 1 / 140 و 150، وابن مزاحم فی وقعة صفین: 485 و 507، والأخبار الطوال: 189. وخالد هذا هو الّذی قال: یا أمیر المؤمنین، إنّا واللَّه ما اخترنا هذا المقام أن یكون أحد أولی به منا ولكن قلنا: أحبّ الاُمور إلینا ما كفینا مؤونته، فأمّا إذا استفنینا فإنّا لا نری البقاء إلّا فیما دعاك القوم إلیه الیوم إن رأیت ذلك، وإن لم تره فرأیك أفضل. انظر الإصابة تحت رقم 2317.
    96. انظر المصادر السابقة ووقعة صفین: 101 و 111 و 117- 119 و 123 و 152 و 153 و 195 و 214 و 253 و 254 و 270 و 369 و 533.
    97. فی (أ): التمیمی. وانظر وقعة صفین: 197 و 199 و 261 و 288 و 297.
    98. تقدّمت ترجمته وانظر المصادر السابقة.
    99. تقدّمت ترجمته وانظر المصادر السابقة.
    100. تقدّمت ترجمته وانظر المصادر السابقة.
    101. انظر وقعة صفین: 195 بإضافة: وكان أكثر القوم خروجاً الأشتر. وانظر أیضاً تاریخ الطبری: 3 /571.
    102. فی (أ): مخرجاً.
    103. هو عبدالرحمن بن خالد بن الولید المخزومی،وكان ممن أدرك النبیّ صلی الله علیه وآله وهو من فرسان قریش وشجعانهم وكان له فضل وهدی، وكرم، إلّا أ نّه كان منحرفاً عن علیّ علیه السلام. وذكر أنّ أخاه المهاجر كان مع علیّ بصفین. وذكر انّ عبدالرحمن مرض،فأمر معاویة طبیباً عنده یهودیاً أن یأتیه فیسقیه سقیة یقتله بها، فأتاه فسقاه فانخرق بطنه فمات. وأمر معاویة ابن آثال النصرانی أن یحتال فی قتله، ضمن له أن یضع عنه خراجه ما عاش وأن یولّیه خراج حمص، فوفّی معاویة بما ضمن له.

      أمّا المهاجر بن خالد بن الولید فدخل دمشق مستخفیاً هو وغلام له، فرصد ذلك الیهودی، فخرج لیلاً من عند معاویة ومعه قوم هربوا عنه، فقتله المهاجر. وكان ابن آثال خبیراً بالأدویة المفردة والمركبة وقواها ومنها سموم قواتل. وكان معاویة یقرّبه لذلك كثیراً. انظر الاستیعاب: 2 / 396 تحت الرقم 1697 اُسد الغابة: 3 / 289، تاریخ الطبری: 6 / 128، وابن الأثیر: 3 / 195، المغتالین من الأشراف: 47، ابن كثیر فی البدایة والنهایة: 8 / 31، الأغانی: 14 / 13، مختصر ابن شحنة فی هامش ابن الأثیر: 11 / 133، عیون الأنباء فی طبقات الأطباء: 171 ط بیروت.

    104. هو أبو الأعور بن سفیان السلمی كما ذكره الطبری فی تاریخه: 3 / 571، و: 5 / 115، والبدایة والنهایة: 7 / 196، ومروج الذهب: 2 / 385. وذكر ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 1 / 123 أنّ معاویة جعله علی مقدمة جیشه فی حرب صفین. بتصرف وانظر وقعة صفین: 153 و 154 و 157 و 160 و 167 و 181 و 195 و 196 و 206 و 213 و 214 و 226 و 328 و 329 و 334 و 337 و 362 و 391 و 481 و 493 و 507 و 511، والفتوح لابن أعثم: 2 / 437، والأخبار الطوال: 167 باختلاف یسیر وذكره ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 1 / 55 و 123 و 124 و 126 و 135 و 148 و 150 و 152. وانظر المسترشد فی إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام تحقیق المحمودی: 112.

      أمّا ابن قتیبة فی المعارف: 467 فقال: هو عمر بن سلیمان من ذكوان سُلیم، واُمّه قرشیة من بنی سهم، وقیل: اسمه عمرو بن سفیان بن عبد شمس وهو ممن قدم مصر مع مروان سنة (65ه) كما فی الاصابة: 5846، وقیل: سعید بن زید، ولكن الصحیح هو ما ذكره الطبری فی تاریخه وابن كثیر فی البدایة والنهایة. وانظر وقعة صفین والفتوح والأخبار الطوال وتأمل، وورد أنّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله قد لعنه.

    105. فی (أ): حنیف بن مسلم.
    106. ذكره ابن قتیبة فی المعارف: 592 باسم حبیب بن مسلمة الفهری وقال عنه فی: 615: كان یلی الویلات زمن عثمان ومعاویة وعدّه من الطوال وقال: كالمُشرف علی دابته لطوله. وذكره ابن مزاحم فی وقعة صفین: 196 و 200 و 206 و 213 و 214 و 234 و 245 و 246 و 248 و 489 و 507 و 511 و 552، وتاریخ الطبری: 3 / 571 بالإضافة إلی المصادر السابقة.
    107. ذكره ابن قتیبة فی المعارف: 104 و 421 وقال: اسمه سُمِیفَع بن ناكور من التابعین وهو من حمیر، وقال فی الاُصول: سُمیفع بن حوشب، ولكن التصویب من الجمهرة: 407، والاشتقاق: 525 والقاموس «كلع». وقال ابن درید: سمیفع تصغیر «سمفیع» إن كان أوله مضموماً، وإلّا فهو مثل «سمیدع». وقیل اسمه حوشب ذو ظلیم، أبو مر كما ورد فی وقعة صفین: 60 و 61 و 182 و 206 و 289 و 335 و 358 و 364 و 400 و 401 و 406 و 455 و 456 و 525 بالإضافة إلی المصادر السابقة.
    108. فی (أ): عبداللَّه.
    109. ذكر ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 122- 123، والطبری فی تاریخه: 3 / 571 ووقعة صفین لنصر بن مزاحم: 206، وابن أعثم فی الفتوح: 1 / 540 وغیرهم أنه عبیداللَّه بن عمر بن الخطّاب الّذی قتل الهرمزان بعد وفاة عمر بن الخطّاب، واذ بویع عثمان قال لجماعة من المهاجرین والأنصار: أشیروا علیَّ فی هذا الّذی فتق فی الإسلام ما فتق، فقال علیّ علیه السلام: أری أن تقتله. انظر تاریخ الطبری أیضاً: 5 / 41- 42، تاریخ الیعقوبی: 2 / 161.

      وروی أنّ عمر أوصی أن یقاد عبیداللَّه بالهرمزان، وأنّ عثمان أراد ذلك. وهو الّذی استعمله معاویة فی حرب صفین علی الخیل، وله قصة یذكرها المؤرّخون أنه قدم علی معاویة فسرّ به سروراً شدیداً، وكان أشدّ قریش سروراً به عمرو بن العاص، فقال معاویة لعمرو: ما منع عبداللَّه أن یكون كعبیداللَّه؟ فضحك عمرو، وقال: شبّهت غیر شبیه، إنّما أتاك عبیداللَّه مخافة أن یقتله علیّ بقتله الهرمزان، ورأی عبداللَّه أن لا یكون علیك ولالك، ولو كان معك لنفعك أو علیك لضرّك.

    110. هو شرحبیل بن السمط الكندی، كان سیّد قومه، وهوعدوٌ لجریر بن عبداللَّه البجلی كما یقول ابن أعثم فی الفتوح: 1/530، وهو الّذی كتب إلیه معاویة بن أبی سفیان- وكان شرحبیل یومئذٍ بمدینة حمص-: أمّا بعد فإن جریراً قدم علینا من عند علیّ بن أبی طالب بأمر فظیع، فاقدم إلینا یرحمك اللَّه... ثمّ قال: فلمّا ورد إلیه كتاب معاویة وقرأه أقبل علی عبدالرحمن بن غنم الأزدی. (كما فی التجرید: 1 / 381). وهو صاحب معاذ بن جبل، وكان أفقه أهل الشام فاستشاره فی المسیر إلی معاویة فقال له عبدالرحمن: ویحك یاشرحبیل، إنّ اللَّه لم یزل یرید بك خیراً مذ هاجرت إلی وقتك هذا... ثمّ قال شعراً:


      أیا شرحُ یا ابن السمط إنّك بالغُ
      بأخذ علیّ ما ترید من الأمر


      إلی آخر الأبیات، انظر فی الفتوح: 1 / 531 هامش رقم 2.

      قال: فلمّا سمع شرحبیل بن السمط هذا الشعر كأنه وقع فی قلبه، ثمّ أقبل علی عبدالرحمن بن غنم فقال: إنّی سمعتُ ما قلت وقد أحببتُ أن أسمع كلام معاویة فی نفر من بنی عمّه.

      وكتب إلیه الأسود بن عبداللَّه أبیاتاً من الشعر:


      أبا شرحُ یا ابن السمط لاتتبع الهوی
      فمالك فی الدنیا من الدین بالبدل


      إلی آخرها، أوردها أیضاً ابن أعثم فی الفتوح أیضاً: 1 / 532 هامش رقم 1.

      قال: فلما تفهّم شرحبیل هذا الشعر ذعر منه ذعراً شدیداً وفكّر فی أمره ثمّ قال: هذه واللَّه نصیحة لی فی دینی ودنیای، لا واللَّه لاعجّلت فی هذا الأمر بشی ء، وفی نفسی منه حاجة. قال: ثمّ سَار إلی معاویة ودخل علیه- إلی ان قال:- إن شهدا عندی رجلان من سادات أهل الشام أنّ علیاً قتل عثمان صدقتك وقاتلت بین یدیك أنا وجمیع من أطاعنی من قومی... ثمّ انصرف... فلمّا أصبح وجّه إلیه معاویة بالقوم الّذین أعدّهم له، فشهدوا عنده أنّ علیاً قتل عثمان، قال: فعندها أقبل شرحبیل حتّی دخل علی معاویة فقال: یا هذا لقد شهد عندی العدول... قال: فجعل ابن اُخت لشرحبیل یقول أبیاتاً مطلعها:


      رمی شرحبیل بالدواهی وقد رمی
      هنالك بالسهم الّذی هو قاتله


      إلی آخرها، وقد ذكرها أیضاً ابن أعثم: 1 / 533 هامش رقم 1.

      قال: فهمّ معاویة بقتل قائل هذا الشعر، فهرب حتّی صار إلی علیّ علیه السلام وحدّثه بالحدیث من أوّله إلی آخره. قال: وبعث النجاشی شاعر علیّ إلی شرحبیل بن السمط الكندی أبیاتاً مطلعها:


      أیا شرحُ ما للدین فارقْت أمرنا
      ولكن لبغض المالكیّ جریر


      إلی آخرها، كما أوردها ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 533 هامش رقم 2.

      وهنالك رسائل ومساجلات أوردها ابن أعثم فی الفتوح: 1 / 19 وما بعدها بین سعید بن قیس الهمدانی وشرحبیل أعرضنا عنها للاختصار، وكذلك انظر تاریخ الطبری: 3 / 571، ووقعة صفین: 44 و 52 و 81 و 182 و 196 و 200 و 201 و 536، والعقد الفرید: 4 / 303، وابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 1 / 99 و 100 و 155.

    111. ذكره ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 33 من أصحاب معاویة، وهو الّذی خاطب عبداللَّه بن خلیفه الطائی وجماعته من أصحاب علیّ علیه السلام قائلاً: مَن أنتم؟ فقال له عبداللَّه: نحن طیّ السهل طیّ الجبل، نحن طیّ الرماح وطیّ الصفاح وطیّ النطاح وفرسان الصباح، فقال له حمزة بن مالك: بخ بخ یا أخا طیّ فی حسن ثنائك علی قومك فاقتتلوا ساعة... انظر تاریخ الطبری أیضاً: 6 / 17 وما بعدها، و: 3 / 571، وانظر وقعة صفین: 44 و فی ص 207 جعله معاویة علی رجّالة همدان الاردن. وانظر أیضاً: 196 و 279 و 507 من وقعة صفین، وانظر ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 148 و 150.
    112. انظر تاریخ الطبری: 3 / 571، وابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 150، ووقعة صفین: 207 و 196 بالإضافةإلی المصادر السابقة. وانظر أیضاً مروج الذهب: 3/41، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 1/649.
    113. ذكر ذلك الطبری فی تاریخه: 3 / 571 باختلاف یسیر فی اللفظ: قال: فلمّا انقضی ذو الحجة تداعی الناس إلی أن یكفّ بعضهم عن بعض المحرّم لعل اللَّه أن یجری صلحاً أو اجتماعاً، فكفّ بعضهم عن بعض. وذكر ذلك أیضاً نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 196، وابن أعثم فی الفتوح: 2 / 21.

      وانظر تاریخ الطبری أیضاً: 4 / 2 ففیه: فكان أول شهر منها- یعنی سنة (37 ه)- وهو المحرّم موادعة الحرب بین علیّ ومعاویة قد توادعا علی ترك الحرب فیه إلی انقضائه طمعاً فی الصلح. وذكر الطبری فی نفس الصفحة، وابن مزاحم فی وقعة صفین: 197 أنّ الإمام علیّ علیه السلام أرسل إلی معاویة عدیّ بن حاتم، وشبث بن ربعی، ویزید بن قیس، وزیاد بن خصفة فدخلوا علی معاویة فحمد اللَّه عدیّ بن حاتم وأثنی علیه ثمّ قال: أمّا بعد فإنّا أتیناك لندعوك إلی أمر یجمع اللَّه عزّ وجلّ به كلمتنا واُمتنا...الخ، وسبق وأن أشرنا إلی هذه المساجلات ومصادرها.

    114. فی (أ): استقدمتكم.
    115. ذكر ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 21 أنه بعث علیّ رجلاً من أصحابه یقال له مرثد بن الحارث، حتّی وقف قریباً من عسكر معاویة، ثمّ نادی بأعلی صوته عند غروب الشمس: یا أهل الشام، إنّ أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب یقول لكم: إنّا قد كففنا عنكم فی هذا الشهر الحرام فلم تكفّوا عنّا، وواللَّه ما كففنا عنكم شكّاً فی أمركم ولا جبناً عنكم،وإنما كففنا لخروج هذا الشهر المحرّم لترجعوا إلی الحقّ، واحتججنا علیكم بكتاب اللَّه عزّ وجلّ ودعوناكم، فلم تنتهوا عن الطغیان، والظلم والعدوان، والكذب والبهتان، ولم تجیبوا إلی حقّ ولا برهان، فإنّا قد أنذرناكم علی سواء إن اللَّه لا یحبّ الخائنین... ویظهر من هذا أنّ هذا الكلام وإرسال مرثد بن الحارث الجشمی كان بعد أن دنا انسلاخ المحرم، وهذا ما ذكره الطبری فی: 4/6.
    116. انظر تاریخ الطبری: 4 / 7 مع إضافة: وصار أهل الكوفة إلی عبداللَّه بن بدیل وعمّار بن یاسر. وانظر وقعة صفین: 204- 206 تجد تفصیلاً كاملاً تحت عنوان «عقد الألویة وتأمیر الامراء». وانظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 22 تجد تفصیلاً أیضاً ویذكر فیه بأنه كان علی خیل میمنته الحسن والحسین سبطا النبیّ صلی الله علیه وآله وعلی رجّالتها عبداللَّه بن جعفر بن أبی طالب ومسلم بن عقیل بن أبی طالب، وعلی خیل المیسرة محمّد بن الحنفیة ومحمّد بن أبی بكر، وعلی رجّالتها هاشم بن عتبة بن أبی وقّاص وأخوه عمر بن عتبة، وعلی خیل القلب عبداللَّه بن عباس والعباس بن ربیعة بن الحارث، وعلی رجّالتها مالك الأشتر... وانظر ومروج الذهب: 2 / 391، والنهایة لابن الأثیر: 3 / 107، وأعیان الشیعة: 1 / 498، الاشتقاق: 250، تاریخ دمشق: 11 / 551، شرح النهج لابن أبی الحدید: 6 / 215، الإرشاد للشیخ المفید: 131 تذكرة الخواصّ: 66، كشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین: 156 الإمامة والسیاسة: 1 / 124 وقارن بین هذه المصادر.
    117. هو سهل بن حنیف بن واهب بن الحكیم الأوسی. شهد بدراً وما بعدها، وثبت یوم اُحد مع رسول اللَّه صلی الله علیه وآله حین انهزمت الصحابة عنه. استخلفه علیّ علیه السلام علی المدینة عند ما توجّه إلی البصرة، وشهد صفّین مع علیّ علیه السلام وولّاه بلاد فارس فأخرجه أهلها فاستعمل علیهم زیاد بن أبیه، ومات سهل بالكوفة سنة (38ه) وصلّی علیه علیّ علیه السلام وكبّر علیه ستاً وقال انّه بدری.

      انظر ترجمته فی اُسد الغابة: 2 / 364- 365، الجمهرة فی أنساب العرب: 278، المعارف لابن قتیبة: 291، وقعة صفین:93 و208 و248 و506، شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 221، الكامل لابن الأثیر: 3 / 329 تاریخ الطبری: 4 / 49، تذكرة الخواصّ: 97، الإرشاد للشیخ المفید: 1 / 82- 84، مصباح الأنوار: 314، أعلام الوری: 193، إرشاد القلوب: 241، بحار الأنوار: 20 / 81- 85، الفتوح لابن أعثم: 2/22.

    118. هو أبو الیقظان عمّار بن یاسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قیس بن الحُصین بن الوَذِیم من بنی ثعلبة واُمّه سُمیَّة. وكان حلیفاً لبنی مخزوم. وكان هو ووالده من السابقین الی الإسلام وهو سابع سبعة أجهروا بإسلامهم، وقد استشهد والداه أثر تعذیب قریش ایّاهما علی إسلامهما. وقد ورد عن الرسول صلی الله علیه وآله أحادیث صحیحة فی مدحه منها قوله صلی الله علیه وآله: إنّ عَمّاراً مُلئ إیماناً إلی مُشاشِه. ومنها قوله صلی الله علیه وآله: ویحك یابن سمیة تقتلك الفئة الباغیة. وهنالك أحادیث اُخری، وهو الّذی نزلت فیه آیة 106 من سورة النحل (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِیمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنُ م بِالْإِیمَانِ) انظر تفسیر الآیة فی تفسیر الطبری والقرطبی وابن كثیر والسیوطی. وانظر طبقات ابن سعد: 3 / 178، والمستدرك: 3 / 178.

      وانظر ترجمة عمّار بن یاسر فی مروج الذهب: 2 / 21 و22، أنساب الأشراف: 5 / 48- 88، و:2 / 314 وما بعدها تحقیق المحمودی ط الأعلمی بیروت،مسند أحمد: 1/99 و123 و125 و130 و137 و404، و:2 / 161 و 164 و 206، و: 3 / 5، و: 22 و 28 و 90، و: 4 / 76 و 89 و 90 و 197 و198 و319، و: 5 / 214، و306، و: 6 / 289، و 300، و 311 و 315 و 450، وصحیح البخاری: الجهاد ب 17، سنن ابن ماجة ب 11 من المقدّمة، وسنن الترمذی: ب 33 من كتاب المناقب، ومسند الطیالسی: 117 و603 و643 و649 و1156 و1598 و 2168 و 2202، والاستیعاب: 2/469 حرف العین، الإصابة: 2/5، خصائص أمیر المؤمنین للنسائی: 132 ط الحیدریة، حلیة الأولیاء: 4 / 172 و 361، و:7/ 197 و 198، ومجمع الزوائد: 7/240 و242، و244 و:9 / 295، تاریخ الطبری: 5 / 39 و 41، و:10/59.

      وانظر ترجمته أیضاً فی اُسد الغابة: 2 / 114 و 143 و 217، و: 4 / 46، الإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 1 / 117، تاریخ الیعقوبی: 2 / 164 ط الغری، وقعة صفین: 341 و 343، العقد الفرید: 4 / 341 و 343، المناقب للخوارزمی: 57 و 123 و 124 و 159 و 160، الكامل فی التاریخ: 3 / 310 و 311، الاستیعاب بهامش الإصابة: 2 / 436 ط السعادة، الغدیر للأمینی: 9 / 22، إحقاق الحقّ للتستری: 8 / 422، فرائد السمطین: 1 / 114 و 120 و 287، المعجم الصغیر للطبرانی: 1 / 187.

      وراجع أیضاً شرح النهج لابن أبی الحدید: 8 / 10 و 17 و 19 و 24، و: 15 / 177 ط مصر تحقیق محمّد أبو الفضل، و: 2 / 274 الطبعة الاُولی مصر، سیرة ابن هشام: 2 / 102، نور الأبصار: 17 و 89 ط السعیدیة بمصر، كفایة الطالب: 172- 175 ط الحیدریة، و 71 و 73 ط الغری، تذكرة الخواصّ: 93 و 94، ینابیع المودّة: 128 و 129 ط اسلامبول، و: 151 و 152 ط الحیدریة، و: 1 / 128 و 129 ط العرفان، وأحكام القرآن لابن عربی: 4 / 1705 الطبعة الثانیة تحقیق البجاوی. وكان عمّار مع علیّ فی حرب الجمل وصفین، وقتل بصفین مساء الخمیس 9 صفر سنة (37 ه) وله من العُمر 93 سنة.

    119. تقدّمت ترجمته.
    120. ذكره الطبری فی تاریخه: 4 / 7 و: 6 / 27 وقال: جعله الإمام علیّ علیه السلام علی قرّاء أهل البصرة. وذكره الحاكم الحسكانی فی شواهد التنزیل: 1 / 295 ح 302 بأنه روی عن عطیّة العوفی عن جابر بن عبداللَّه قال: قال رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: مكتوب علی باب الجنة... لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه أیّدته بعلیّ.

      وروی هذا الحدیث ابن عساكر ح 162 و 864 من تاریخ دمشق: 1/133 و: 2/353 الطبعة الثانیة، وكنز العمّال: 6 / 158، ومجمع الزوائد: 9 / 11، ومناقب الخوارزمی: 88 ط الغری، وابن حجر فی لسان المیزان: 4/480، وأحمد بن حنبل فی الفضائل: 181 و186 ح 254 و 262.

      وانظر وقعة صفین: 489، والفتوح لابن أعثم: 2 / 312 أنّ الإمام علیّ علیه السلام خاطب القرّاء فی صفین ومنهم مسعر بن كدام عند ما رفع معاویة المصاحف فالقرّاء طلبوا من الإمام علیّ علیه السلام إجابة دعوة القوم وإلّا قتلوه.

      وانظر الإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 148. لكن ابن أعثم فی الفتوح: 4 / 198 یذكر أن مسعر بن فدكی التمیمی هو الّذی قتل عبداللَّه بن خبّاب بن الأرت علی اُم رأسه. ولكن حسب ما تبیّن لنا من خلال التحقیق أنّ بعض المؤرّخین خلط فی الإسم.

      فهناك مسعر بن كدام الهلالی الّذی هو من مرجئة الكوفة كما ذكر ابن رستم الطبری فی المسترشد: 210، وابن قتیبة فی المعارف: 481. ومسعر بن فدكی التمیمی الّذی هو من قرّاء أهل البصرة ومسعر بن كدام هو الّذی أشرنا إلیه فی بدایة الحدیث.

      وهناك مسعر بن كدام الّذی روی عن طلحة بن عُمیرة كما ذكر الشیخ المفید فی الإرشاد: 1 / 351 والصحیح هو ما ذكره المؤرّخون كنصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 489 و 499 فی حدیث عمر بن سعد قال: لمّا رفع أهل الشام المصاحف علی الرماح یدعون إلی حكم القرآن قال علیّ علیه السلام: عباد اللَّه إنّی أحقُّ مَن أجاب إلی كتاب اللَّه، ولكن معاویة وعمرو بن العاص... إنّی اعرَفُ بهم منكم، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً، فكانوا شرَّ أطفال وشرَّ رجال، إنها كلمة حق یراد بها باطل... فجاءه زهاء عشرین ألفاً مقنّعین فی الحدید شاكی السلاح، سیوفهم علی عواتقهم وقد اسودّت جِباهُهم من السجود، یتقدّمهم مسعر بن فدكی وزید بن حصین وعصابة من القرّاء الّذین صاروا خوارج من بعدُ... فتأمّل.

    121. هو هاشم بن عُتبة بن أبی وقاص الزهری، الملقّب بالمِرْقال، وكان مع علیّ علیه السلام یوم صفِّین، ومن أشجع الناس، وكان أعور، وهو القائل:


      أعور یبغی أهلَه محلاًّ
      قد عالج الحیاةَ حتّی ملّا


      لابدّ أن یَغُلّ أو یُغَلّا

      وقیل هكذا ترتیب الأبیات كما ورد فی مروج الذهب: 2 / 22 والطبری: 6 / 22


      قد أكثروا لومی وما أقلّا
      إنّی شَرَیْتُ النفْسَ لن أعتلّا


      أعورُ یبغی نَفْسه مَحَلاًّ
      لابدّ أن یَغُلَّ أو یُغَلّا


      قد عالج الحیاة حتّی مَلّا
      أشدُّهُم بذی الكُعوبِ شَلَّا


      وفی الطبری: 6 / 24: یتلهم بذی الكعوب تلّا.

      فقتل من القوم تسعة نفر أو عشرة وحمل علیه الحارث بن المنذر التنوخی فطعنه فسقط رحمه الله، وقد رثاه الإمام علیّ علیه السلام فقال كما ذكر نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 356


      جَزَی اللَّه خیراً عُصبةً أسلمیةً
      صِبَاحَ الوُجوهِ صرِّعوا حولَ هاشم


      ولكن ما أن سقط هاشم رحمه الله فأخذ رایته ابنه عبداللَّه بن هاشم وخطب خطبةً عظیمة وقال فیها: إنّ هاشماً كان عبداً من عباد اللَّه الّذین قدّر أرزاقهم وكتب آثارهم وأحصی اعمالَهم وقضی آجالهم، فدعاه ربّه الّذی لا یعصی فأجابه... ولهاشم المرقال مواقف كثیرة ذكرها ابن نصر فی وقعة صفین: 92 و 154 و 193 و 205 و 208 و 214 و 258 و 326 و 328 و 335 و 340 و 346 و 348 و 353 و 359 و 384 و 401- 405 و 426 و 428 و 431 و 455. وانظر ترجمته فی اُسد الغابة: 5 / 49، والمستدرك: 3 / 396، وتاریخ الطبری: 5 / 44، الإصابة: 3 / 593، الاستیعاب بهامش الإصابة: 3 / 616، وتاریخ الخطیب البغدادی: 1 / 196.

    122. فی (أ): مصافّهم.
    123. انظر تاریخ الطبری: 3 / 571، وابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة: 150، ووقعة صفین: 207 بإضافة الصفحات السابقة فی ترجمة الرجال، ومروج الذهب: 3/41، وابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1/649.
    124. تقدّمت ترجمتهما.
    125. تقدّمت ترجمتهما.
    126. تقدّمت ترجمته، بالإضافة إلی ذلك یقول صاحب الإصابة: 2 / 540، واُسد الغابة: 6 / 16: أدرك الجاهلیة وشهد حنیناً مشركاً، وفی كنز العمّال: 8 / 82 یقول لعنه النبیّ صلی الله علیه وآله. وكان أمیر المؤمنین علیه السلام یدعو علیه، وكان من أشدّ المبغضین لعلیّ علیه السلام كما ورد فی الإصابة.
    127. تقدّمت ترجمته.
    128. فی (أ): أسلم بن عیینة.
    129. ذكره الطبری فی تاریخه: 4 / 7 وقد جعله معاویة علی رجال أهل دمشق، وكذلك ذكره ابن مزاحم فی وقعة صفین: 206 وجاء فی الهامش رقم 3 من نفس الصفحة: المری نسبة إلی مرّة بن عوف. وقال ابن درید فی الاشتقاق: 174: فمن قبائل مرّة بن عوف مسلم بن عقبة الّذی اعترض أهل المدینة فقتلهم یوم الحرّة فی طاعة یزید بن معاویة. وانظر المعارف: 153، وكذلك ورد اسمه فی وقعة صفین أیضاً: 213 وجعلهُ علی رجالة أهل دمشق.
    130. انظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 22، والطبری: 4 / 7، وقعة صفین: 213 بالإضافة إلی المصادر السابقة.
    131. هو الضحّاك بن قیس القُرشی الفهری، ولد قبل وفاة النبیّ صلی الله علیه وآله نحواً من سبع سنین، له فی حروب معاویة بلاءٌ عظیم، وكان علی شرطته، ولّاه الكوفة سنة (53 ه) وعزله سنة (57 ه) وهو الّذی ولّی دفن معاویة، وأخبر یزید بموته، وكان یزید یوم ذاك خارج دمشق، وبایع لابن الزبیر بعد معاویة بن یزید وقاتل مروان بمَرج راهِط، فقُتل بها منتصف ذی الحجّة سنة أربع وستین. انظر اُسد الغابة: 3 /36- 37، تهذیب ابن عساكر: 7 / 4- 5، تاریخ الطبری: 6 / 78، و: 4 / 7 ط اُخری قال:... والضحّاك بن قیس علی رجّالة الناس كلّها. وانظر ابن الأثیر: 3 / 150، شرح النهج لابن أبی الحدید تحقیق أبو الفضل: 2 / 111- 117، وقعة صفین: 12 و 206 و 213 و 226 و 360 و 552 و 557، الفتوح لابن أعثم: 2 / 22، الإمامة والسیاسة: 1 / 74 و 75 و 127 و 188 و 191 و 193 و 225 و 242، و: 2 / 18 و 20 و 22 و 116 و 163.
    132. ذكر ذلك الطبری فی تاریخه: 4 / 7 ولكن بلفظ «بالعمائم، فكان المعقلون خمسة صفوف، وكان یخرجون ویصفّون عشرة صفوف، ویخرج أهل العراق أحد عشر صفّاً». وكذلك فی وقعة صفین: 213 وقال فی الهامش رقم 3: أی جعلوا العمائم لهم بمثابة العقل- جمع عقال- وفی الأصل «فعلقوا» تحریف، ولكنه فی: 228 قال: وقد قیَّدت عكٌّ أرجلَها بالعمائم، ثمّ طرحوا حجراً بین أیدیهم وقالوا: لا نفرّ حتّی یفرّ هذا الحَكَرُ. وعكٌ تقلب الجیم كافاً.
    133. راجع المصادر السابقة.
    134. فی (أ): المحراق.
    135. انظر كشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین لابن المطهّر الحلّی: 156. وذكره ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 110 باسم المخارق بن عبدالرحمن وكان فارساً بطلاً.
    136. أورده ابن المطهّر الحلّی فی كشف الیقین: 156 باسم: المؤمّل بن عبید اللَّه المرادی، وفی الهامش رقم 3: المؤمّل عبداللَّه المرادی، وفی الفتوح لابن أعثم: 2 / 110: المؤمّل بن عبید المرادی، لكن، وفی الهامش رقم 2: المؤمن بن عبید.
    137. فی (أ): فجرّ، وفی (د): فجزّ.
    138. انظر الفتوح: 2 / 111 ولكنه أضاف: الأزدی.
    139. فی (أ): بشعثه.
    140. فی (ب): وجزّ.
    141. فی (أ): وخلا.
    142. انظر المصدر السابق مع اختلاف یسیر فی اللفظ.
    143. كریب بن الصباح من حمیر من آل ذی یزن، لیس فی أهل الشام یومئذٍ رجلٌ أشهر شدَّة بالبأس منه كما ذكره نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 315. وانظر الإصابه تحت رقم 7483 حیث قال: قتله علیّ یوم صفین. وكریب هذا هو الّذی قتل المرتفع بن الوضّاح الزبیدی رحمه الله من أصحاب علیّ علیه السلام وقتل أیضاً الحارث بن الجُلاح وقتل عائد بن مسروق الهمدانی، ثمّ رمی بأجسادهم بعضها فوق بعض، ثمّ قام علیها بغیاً واعتداءً، ثمّ نادی: هل من مُبارز؟ فبرز إلیه علیٌّ ثمّ ناداه: ویحك یاكریب، إنّی اُحذّرك اللَّه وبأسه ونقمته، وادعُوك إلی سنّة اللَّه وسنّة رسوله، ویحك لایُدخلنّك ابن آكلة الآكباد النار. فكان جوابه أن قال: ماأكثر ما قدسمعنا هذه المقالة منك، فلا حاجة لنا فیها. أقدِمْ إذا شئت، مَن یشتری سیفی وهذا أثرُه؟ فقال علیّ علیه السلام: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه. ثمّ مشی إلیه فلم یمهله أن ضربه ضربةً خَرَّ منها قتیلاً یتشحَّط فی دمه. انظر وقعة صفین: 316، وكشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین: 157، وتاریخ الطبری: 4/14 لتجد الاختلاف فی اسم الأب، فتارةً یذكره باسم كریب بن شریح مع إخوته الّذین عبّر عنهم «فقتل هؤلاء الأخوة الستة جمیعاً» وتارةً اُخری یذكره باسم كریب بن زید مع إخوته فقال عنهم «فقتل هؤلاء الأخوة الثلاثة» وتارةً ثالثة عبّر عنه باسم الكریب أخو القلوص. وذكره ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 111.
    144. فی (أ): الصفّین.
    145. اختلف فی اسمه فقیل هو المبرقع كما ورد فی كشف الیقین: 157، والفتوح لابن أعثم: 2 / 111 لكنه قال عنه: الوضّاح الخولانی، وقیل: هو المرتفع كما ورد فی وقعة صفین: 315، وقیل: هو الحولانی، وقیل: الجولانی كما ورد فی بعض النسخ.
    146. ورد اسمه فی وقعة صفین: 316 باسم الحارث بن الجُلاح وفی الهامش رقم 2: بن اللجاج، وفی الفتوح: 2 / 111: الحارث بن الجُلاح الحكمی، لكنه ذكر فی الهامش رقم 3: الخلمی.
    147. فی (أ): كریت.
    148. انظر وقعة صفین: 315- 316 باختلاف یسیر فی اللفظ، وانظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 112.
    149. ذكره نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 316 باسم: الحارث بن وداعة الحمیری، وفی الفتوح: 2 / 112: الحارث بن وداع الحمیری، وأضاف: ثمّ خرج إلیه المطاع بن المطّلب القینی فقتله الإمام علیّ علیه السلام. وانظر ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1 / 504.
    150. قیل: أربعة، وقیل: سبعة، وقیل: ثلاثة، انظر المصادر السابقة، والفتوح لابن أعثم: 2 / 112.
    151. البقرة: 194.
    152. فی (أ): صاح.
    153. انظر كشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین: 157، وقعة صفین: 316 ولكن بلفظ «ولا یُقْتَلَنَّ الناس فیما بیننا» والفتوح لابن أعثم: 2 / 112.
    154. انظر وقعة صفین: 275 و 316 و 388، والإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 1 / 126 تحت عنوان «دعا علیّ علیه السلام معاویة إلی البراز» وخلاصة ذلك: ابرز لی وأعف الفریقین من القتال، فأیُّنا قَتَل صاحبه كان الأمر له، قال عمرو: لقد أنصفك الرجل، فقال معاویة: إنّی لأكره أن اُبارز... لعلّك طمعت فیها یا عمرو... وانظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 112.
    155. هو عروة بن داود الدمشقی كما جاء فی الفتوح:2 / 113، ووقعة صفین: 458، أمّا ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 2 / 300 قال: أبو داود عروة بن داود العامری.
    156. فی (ب): فقد.
    157. فی (أ): له.
    158. انظر ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 113، ووقعة صفین: 458 ولكن بلفظ «فضربه فقطعهُ قطعتین، سقطت إحداهما یمنةً، والاُخری یَسرة، فارتجّ العسكران لهول الضربة... وقد رثاه ابن عمٍّ له، انظر الشعر: 458- 459.
    159. فی (ج): وطلب البراز.

      ووردت هذه القصة بألفاظ مختلفة وفی مصادر تاریخیه متعدّدة ولكن كلّها تؤدّی نفس المعنی ، فقد ذكرها ابن مزاحم فی وقعة صفین: 406 و 408 و 423 و 424 و 432، والإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 1 / 127، كشف الیقین: 157- 158، طبقات ابن سعد: 7 / 188، اُسد الغابة: 4 / 420، الكامل فی التاریخ: 2 / 232، شرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 20، و: 8 / 53. ونقل لنا نصر بن مزاحم فی وقعة صفین المحاورة والأشعار والفرار وكشف العورة من قِبل عمرو بن العاص، قال: وحمل أهلُ العراق وتلقّاهم أهل الشام فاجتلَدوا، وحمل عمرو بن العاص مَعلِماً وهو یقول:


      شدّوا علیَّ شكتی لاتنكشف
      بعد طلیح والزبیر فأْتَلِف


      یومٌ لهمدانَ ویومٌ للصّدِف
      وفی تمیمٍ نخوةٌ لاتنحرف


      أضربُها بالسیف حتّی تنصرِفْ
      إذا مشیتُ مِشْیةَ العَوْدِ الصلِف


      ومثلها لحمیر أو تنحرف
      والربَعیُّون لهم یوم عَصِف


      فاعترضه علیٌّ علیه السلام یقول:


      قد علمت ذات القُرون المیل
      والخصْرِ والأنامِلِ الطفول


      إنِّی بنصل السیف خنْشَلیلُ
      أحمی وأرْمی أوّل الرعیل


      بصارمٍ لیس بذی فُلولِ

      ثمّ طعنه فصرعه واتَّقاهُ عمرو بِرجْلهِ، فبدت عورتهُ، فصرف علیٌّ وجهه عنه وارتُثّ، فقال القوم: أفلتَ الرجلُ یا أمیر المؤمنین قال: وهل تدرون مَن هو؟ قالوا: لا، قال: فإنّه عمرو بن العاص تَلَقّانی بعورته فصرفْتُ وجهی عنه.

      ورجع عمروٌ إلی معاویة فقال له: ما صنعتَ یا عمرو؟ قال: لقینی علیٌّ فَصَرعنی. قال: احمد اللَّه وعَورَتَك، أما واللَّه أن لو عرفتَه ما أقحمتَ علیه، وقال معاویة فی ذلك شعراً:


      ألا للَّه من هَفَوات عمروٍ
      یعاتبُنی علی تركی برازی


      فقد لاقی أبا حَسَنٍ علیّاً
      فآب الوائلیُّ مآبَ خازِی


      فلو لم یُبْدِ عورتَه للاقی
      به لیثاً یذلِّلُ كلَّ نازِی


      فغضب عمرو وقال: ما أشدّ تغبیطك علیاً فی أمری هذا؟ هل هو إلّا رجلٌ لقیه ابنُ عمِّه فصرعه، أفترَی السماءَ قاطرةً لذلك دماً؟ قال: ولكنَّها معقبة لك خِزْیاً.

      ثمّ قال فی: 432: إنّ معاویةَ أظهر لعَمْرٍو شماتةً وجعل یقرِّعه ویوبّخه... وإنّك لجبانٌ فغضب عمروٌ ثمّ قال: واللَّه لو كان علیاً ما قحمتُ علیه یا معاویة، فهلّا برزتَ إلی علیٍّ إذْ دعاك إن كنت شجاعاً كما تزعمُ، وقال عمرو فی ذلك شعراً:


      فهل لكَ فی أبی حسنٍ علیٍّ
      لعلّ اللَّهَ یُمكِنُ من قَفَاكا


      دعاك إلی النِزال فلم تُجِبْهُ
      ولو نازلتَهُ تَرِبَتْ یَدَاكا


      وانظر المحاورة والشعر فی صفحة اخری من الكتاب وهی: 472-473. وقال جورج جرداق فی كتابه الإمام علیّ علیه السلام صوت العدالة الإنسانیة: 1 / 82: وقد أصبح ذوالفقار فوق هامته، ولو قضی علیّ علیه السلام علی عمرو آنذاك لكان قضی علی المكر والدهاء وجیش معاویة. وانظر شرح النهج لابن أبی الحدید: 3 / 330، وكشف الیقین لابن المطهّر الحلّی: 157- 158 وابن أعثم فی الفتوح: 2 / 44 وما بعدها.

    160. فی (أ): فانهزم.
    161. فی (د): عسكره.
    162. أورد الشعر ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 43 بهذا اللفظ


      یا قادة الكوفة من أهل الفتن
      یا قاتلی عثمان ذاك المؤتمن


      كفی بهذا حزناً من الحزن
      أضربكم ولا أری أبا الحسن


      قال: فرجع علیّ علیه السلام وهو یقول:


      أنا الغلام القرشی المؤتمن
      الماجد الأبلج لیثٌ كالشطن


      ترضی بی السادة من أهل الیمن
      من ساكن نجد ومن أهل عدن


      أبو حسین فأعلمن أبو الحسن

      .

    163. فی (أ): فصول.
    164. فی (أ): رجله.
    165. المصدر السابق: 2 / 44 مع اختلاف یسیر فی اللفظ.
    166. فی (أ): ردّ.
    167. هو بُسر بن أرطاة ویقال: ابن أبی أرطاة، واسمه عمیر بن عویمر بن عمران القُرشیّ العامری: كان من شیعة معاویة، نزیل الشام مات سنة (86 ه) وهو أحد فراعنة الشام وكان مع معاویة بصفین، فأمره أن یلقی علیاً فی القتال. وقال له: سمعتك تتمنّی لقاءه، فلو أظفرك اللَّه به وصرعته حصلت علی دنیا وآخرة ولم یزل یشجّعه ویُمنّیه حتّی رآه. فقصده فی الحرب فالتقیا، فطعنه علیٌّ فصرعه، فانكشف له فكفّ عنه كما عرض له ذلك مع عمرو بن العاص. اختلفوا فی أنّ بُسراً أدرك النبیّ صلی الله علیه وآله وسمعه أم لا. وقالوا: إنّه لم یكن له استقامة بعد النبیّ صلی الله علیه وآله، وكان من أهل الردّة وقد دعا علیه علیٌّ علیه السلام لمّا بلغه أنه یقتل الصبیان من المسلمین فقال علیه السلام: اللّهمّ أسلب دینه، ولا تخرجه من الدنیا حتّی تُسْلِبهُ عقله، فأصابه ذلك وفقدَ عقله، وكان یهذی بالسیف ویطلبه، فُیؤتی بسیف من خشب، ویجعل بین یدیه زِقٌّ منفوخٌ، فلا یزال یضربه حتّی یَسأم، وتوفّی فی أیّام معاویة. وقالوا: دخل المدینة فخطب الناس، وشتمهم وتهدّدهم یومئذٍ وتوعّدهم وقال: شاهت الوجوه. ولمّا دخل الیمن ولقی ثَقَل عبیداللَّه بن العباس، وفیه ابنان له صغیران، فذبحهما بیده بمُدیة كانت معه، ثمّ انكفأ راجعاً إلی معاویة. فقالت له امرأةٌ له: یا هذا قتلت الرجال، فعلام تقتل هذین؟ واللَّه ما كانوا یُقتَلون فی الجاهلیة والإسلام، واللَّه یا ابن أرطاة إنّ سلطاناً لا یقوم إلّا بقتل الصبیّ الصغیر والشیخ الكبیر ونزع الرحمة وعقوق الأرحام لسلطان سوء.

      قالوا: فولهت علیهما اُمّهما، وكانت لا تعقل، ولا تصغی إلّا لمن یخبرها بقتلهما، ولاتزال تنشدهما فی الموسم:


      هامن أحسَّ بابنیَّ اللّذین هما
      كالدُرّتین تَشَظّی عنهما الصَدف


      إلی آخر الأبیات. ولسنا بصدد بیان حیاة بُسر، والكتب الّتی ترجمته أو ذكرت نبذة من اُموره الشنیعة كثیرة، وقد ذكر أسامیها فی تعلیقة 66 من كتاب الغارات، فراجع. نحن نحیل القارئ الكریم إلی المصادر الّتی تحت أیدینا فلیلاحظها:

      الاستیعاب: 64- 67، وقعة صفین: 462 ط 2 سنة 1382 ه و ط 2 تحقیق عبدالسلام هارون المؤسّسة العربیة الحدیثة، ومنشورات مكتبة آیة اللَّه العظمی المرعشی النجفی قم لسنة 1404 ه: 44 و 157 و 305 و412 و 424 و 429 و 459 و 460 و 462 و 504 و 507، شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 301، الأغانی: 15 / 45، تهذیب ابن عساكر: 3 / 220، تاریخ الطبری: 6 / 80، و: 4 / 20 وما بعدها ط اُخری، كتاب الغارات بروایة ابن أبی الحدید فی شرح النهج تحقیق محمّد أبو الفضل: 2 / 3- 14، تاریخ الیعقوبی: 2 / 141، تهذیب التهذیب: 1 / 436، تاریخ دمشق: 3 / 222، نهایة الأرب للقلقشندی: 371، مروج الذهب بهامش ابن الأثیر: 6 / 93، الجمهرة: 228 و 391، اُسد الغابة: 3 / 340، و: 1 / 180، ابن الأثیر: 3 / 153، كشف الیقین: 158، المعارف لابن قتیبة: 122، الفتوح لابن أعثم: 2 / 39 و 92، ومابعدها، الإمامة والسیاسة: 1 / 123 و 148 و 150.

    168. أورد القصة نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 460 باختلاف بسیط فی اللفظ وفیه: فقال معاویة لبُسر بن أرطاة: أتقوم لمبارزته؟ فقال: ما أحدٌ أحقُّ بها منك، وإذا أبیتموه فأنا له، فقال له معاویة: أما إنّك ستلقاه فی العجاجة غداً فی أوّل الخیل.... وكان عند بُسر بن أرطاة ابنُ عمٍّ له قد قدم من الحجاز یخطُبُ ابنتَه فأتی بُسراً فقال له: إنّی سمعت أنك وعدتَ من نفسك أن تبادر علیاً.... فضحك الغلام وقال شعراً:... وأورد المحاورة أیضاً ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 104 فراجع وتأمّل.
    169. فی (ب): بنفسك.
    170. فی (د): وانك.
    171. فی (ج، د): لأسد الاُسود.
    172. أورد صاحب وقعة صفین: 460 الشعر بهذا اللفظ:


      تنازله یا بُسرُ إنْ كنت مثله
      وإلّا فإنّ اللّیْثَ للضبْع آكل


      كأ نّكَ یا بُسرُ بن أرطاة جاهلٌ
      بآثاره فی الحرب أو متجاهِل


      إلی أن قال:


      مَتی تَلْقَهُ فالموتُ فی رأس رُمْحِهِ
      وفی سیفه شُغلٌ لنفسك شاغِل


      وقد ورد عجز هذا البیت فی نسخة (ج) بلفظ: ولا قبله فی أوّل الخیل حامل.

    173. انظر ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 104 قال: فقال بُسر لغلامه: ویحك یا لاحق! هل هو إلّا الموت؟ واللَّه لابدّ من لقاء اللَّه علی أیّ الأحوال كان ذلك فی موت أو قتل.
    174. فی (أ): رجله.
    175. فی (أ): سقط المغفر.
    176. فی (أ): ذروه.
    177. فی (د): فقد قال.
    178. فی (أ): فتی.
    179. وردت هذه الأبیات فی الاستیعاب: 64- 67 لكنه نسبها إلی الحارث بن النضر السهمیّ، ووقعة صفّین: 462 ونسبها إلی النضر بن الحارث، وفیه: أفی كلِّ یوم فارس تندبونه... وفی شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 301، وكذلك مناقب الخوارزمی: 241: قال الأشتر:


      أكلُّ یوم رجل شیخ شاغره
      وعورةٌ وسطَ العَجاجة ظاهره


      تبرزُها طَعنةُ كفٍّ واتره
      عمرو وبُسرٌ مُنِیا بالفاقره


      وفی مناقب الخوارزمی: رمیا بالقافرة.

      وانظرها فی الفتوح لابن أعثم: 2 / 104 و 105، ووقعة صفین: 462 وفیهما: رُمِیَا بالفاقرة، وانظر القصة أیضاً فی كشف الیقین: 158 والمصادر السابقة فی ترجمة بُسر بن أرطاة.

      وقیل: ونظر لاحق غلام بُسر إلی ما نزل ببُسر، فكأنه أحبّ أن یكون له ذكر فی أهل الشام، فخرج علی فرسٍ له، وجعل یجول فی میدان الحرب وهو یقول:


      قل لعلیّ قولَه ونافره
      أردیت شیخاً عنه ناصره


      أردیت بُسراً والغلام ثائره
      وكلّما أتی فلیس یاسره


      فحمل علیه الأشتر وهو یقول- ثمّ ذكر الأبیات السابقة-.

      قال: ثمّ طعنه الأشتر طعنةً كسر منها صلبه، فسقط عن فرسه واضطرب ساعةً ومات. ذكر ذلك ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 105. أمّا ابن مزاحم فی وقعة صفین: 461 فقال القائل هو ابن عمٍّ لبّسر:


      أردیت بُسراً والغلام ثائرُه
      أردیت شیخاً غاب ناصره


      وكلُّنا حامٍ لبُسرٍ واتِره
      فحمل علیه الأشتر فكسر صُلبه


      .

    180. فی (ب): أفی.
    181. فی (د): ذو كریه.
    182. فی (أ): تحت.
    183. فی (أ): منها، وفی (ج): عنه وفی مناقب الخوارزمی: یكفّ بها عنه....
    184. فی (ب): فنكس.
    185. فی (ج): الخنا.
    186. فی (أ): كافیه.
    187. فی (ج): المغیرة.
    188. اوردها ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 105 بهذا اللفظ: فكان بُسر بن أرطاة مرّة یضحك من عمرو، ثمّ صار عمرو یضحك منه. وانظر تاریخ الطبری: 4 / 13.
    189. انظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 105، وقعة صفین: 462 باختلاف یسیر، وتاریخ الطبری: 4 / 13.
    190. فی (أ): یصر.
    191. ذكر نصر بن مزاحم فی وقعة صفین: 249 والطبری فی تاریخه: 4 / 13 بلفظ: أحمر مولی أبی سفیان أو عثمان أو بعض بنی اُمیة. وفی الفتوح لابن أعثم: 2 / 26 ورد بلفظ: مولی لعثمان بن عفان یقال له أحمر حتّی وقف بین الصفّین وجعل یرتجز ویقول:


      إنّ الكتیبة عند كلّ تصادم
      تبكی فوارسها علی عثمان


      قوم حماة لیس منهم قاسط
      یبكون كلّ مفصّل وسنان


      .

    192. ذكره ابن أعثم فی الفتوح قال: فخرج إلیه كیسان مولی علیاً مجیباً:


      قف لی قلیلاً یا أحیمر إننی
      مولی التقیّ الصادق الإیمان


      عثمان ویحك قد مضی لسبیله
      فاثبت لحدّ مهند وسنان


      .

    193. المصدر السابق، وتاریخ الطبری: 4 / 13.
    194. المصدر السابق ولكن بلفظ: فقال علیّ علیه السلام: ورب الكعبة قتلنی اللَّه إن لم أقتلك أو تقتلنی.
    195. فی (ب): فثبت.
    196. فی (ب، د): فجذبه.
    197. فی (ج): ثمّ جلد.
    198. المصدر السابق، وانظر شرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 486، والطبری: 4 / 13.
    199. المصدر السابق، والطبری: 4 / 13.
    200. أورد ابن مزاحم فی وقعة صفین:272 تحذیر معاویةلحریث بلفظ: اتّق علیاً،وضع رُمْحَك حیث شئت... حتّی أنه كان یلبس سلاحَ معاویة متشبِّهاً به، فإذا قاتل- قابل-، قال الناس: ذاك معاویة.
    201. انظر المصدر السابق وفیه المحاورة الّتی دارت بین عمرو بن العاص وحریث وكیفیة قتل الإمام علیّ علیه السلام لحریث والأشعار الّتی قیلت. وانظر أیضاً الفتوح لابن أعثم: 2 / 26، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 492، وتاریخ الطبری: 4 / 13.
    202. فی (ب): مصافّها.
    203. العبّاس بن ربیعة بن الحارث بن عبدالمطّلب بن هاشم كان له قدر، وأقطعه عثمان داراً بالبصرة، وأعطاه مائة ألف درهم، وشهد صفِّین مع علیّ علیه السلام وهو المذكور فی حدیث أبی الأغر التمیمی، وكانت تحته أُمّ فِراس بنت حسّان بن ثابت. انظر ترجمته فی المعارف لابن قتیبة: 128، والفتوح لابن أعثم: 2 / 140.
    204. هو غرار بن الأدهم، لم یكن بالشام رجل أفرس منه ولا أقدم فی الحرب كما ذكره ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 140.
    205. فی (د): العسكر.
    206. فی (أ): وسط.
    207. فی (ب): فقدّه.
    208. ذكر هذه المنازلة ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 140 باختلاف یسیر فی اللفظ مع إضافة الأشعار الّتی قیلت بالمناسبة، وفیها قال الإمام علیّ علیه السلام عند ما التفت إلی أبی العز التمیمی الّذی كان واقفاً بجنبه علیه السلام فقال: یا أبا العزّ، مَن المبارز لعدوّنا؟ فقلت: ابن شیخكم العباس بن ربیعة، قال: فصاح به علیّ: یا عباس، قال العباس: لبیك یا أمیر المؤمنین، فقال: ألم آمرك وآمر عبیداللَّه بن عباس أن لا تخلوا بمراكزكما فی وقتٍ من الأوقات إلّا بإذنی؟ فقال العباس: یا أمیر المؤمنین، أفیدعونی عدوّی إلی البراز فلا أخرج إلیه؟ فقال علیّ: نعم إنّ طاعة إمامك أوجب علیك من مبارزة عدوّك. قال: ثمّ حوّل وجهه إلی ناحیة القبلة ورفع كفّیه وقال: اللّهمّ لا تنس هذا الیوم للعباس. انظر ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 142.
    209. فی (أ): لهذا الفارس.
    210. فی (ب، د): من المال كذا وكذا.
    211. فی (ب، ج): رجلان لخمیان.
    212. فی (ج): بذلت.
    213. فی (د): مثل ذلك.
    214. فی (ج): میدان الحرب.
    215. فی (ب): سیّدی.
    216. فی (ب، ج): أذن لك سیّدك.
    217. الحجّ: 39.
    218. فی (ب): فالتقیا.
    219. فی (أ): فجاء.
    220. فی (د): مراق بطنه.
    221. فی (ب): ما ركبته إلّا خُذلتُ.
    222. انظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 142- 143 باختلاف یسیر فی اللفظ وانظر فیه المحاورة الّتی دارت بین معاویة وعمرو بن العاص.
    223. ذكرها ابن أعثم فی الفتوح: 2/171 تحت عنوان «ذكر الواقعة الخمیسیة» قال: وأصبح الناس وطلعت الشمس وذلك فی یوم الخمیس، ودعا علیّ علیه السلام بدرع رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فلبسه، وبسیف رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فتقلّده، وبعمامة رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فاعتجز بها، ثمّ بفرس رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فاستوی علیه، وجعل یقول: أیّها الناس، مَن یبع نفسه یربح هذا الیوم، فإنّه یوم له ما بعده من الأیام، أما واللَّه إن لولا أن تعطّل الحدود وتبطل الحقوق ویظهر الظالمون وتفوز كلمة الشیطان ما اخترنا ورود المنایا علی خفض العیش وطیبه، ألا إنّ خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء، والصبر خیر عواقب الاُمور، ألا إنّها إحَنٌ بدریة وضغائنٌ أحدیه وأحقاد جاهلیة، وثب بها معاویة حین الغفلة لیذكر بها ثارات بنی عبد شمس... وهی اللیلة الّتی وصفها المؤرّخون بما یلی: وقامت الفرسان فی الركب، فاصطفقوا بالسیوف، وارتفع الرهج، وثار القَتام، وتضعضعت الرایات، وحطّت الألویة، وغابت الشمس، وذهبت مواقیت الصلاة... وهجم علیهم اللیل، واشتدّت الحرب، وهذه لیلة الهریر، فجعل بعضهم یهرّبعض، ویعتنق بعضهم بعضاً، ویكدم بعضهم بعضاً.

      قد وصفها ابن مزاحم أیضاً فی وقعة صفین: 475 فقال: وزحف الناس بعضهم إلی بعض فارتموا بالنبل والحجارة حتّی فنیت، ثمّ تطاعنوا بالرماح حتّی تكسّرت واندقّت، ثمّ مشی القومُ بعضُهم إلی بعضٍ بالسّیف وعُمُد الحدید، فلم یسمع السامعُ إلّا وقعَ الحدید بعضِه علی بعض، لَهُوَ أشدُّ هولاً فی صُدور الرجال من الصواعق، ومن جبال تِهامَة یدكّ بعضُها بعضاً. قال: وانكسفت الشمس (بالنّقع) وثار القَتام... وذكرها بوصفٍ آخر تحت عنوان «یوم الهریر»: 179.

      وانظر كشف الیقین: 158، الإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 1 / 126، كتاب سُلیم بن قیس: 176 طبع مؤسّسة البعثة، تذكرة الخواصّ: 90، بحار الأنوار: 36 / 328، النهایة لابن الأثیر: 1 / 49، و: 2 / 368، و: 3 / 107، تاریخ الطبری: 4 / 27، أعیان الشیعة: 1 / 498، الكامل لابن الأثیر: 3 / 311، مروج الذهب: 2 / 391، شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 207- 211 و 217 و 220 و 228، ینابیع المودّة: 2 / 7 ومابعدها ب 53.

    224. فی (ب): قتل.
    225. فی (ج): فعُدّ له كذا وكذا.
    226. انظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 178 وأضاف: وكان علیه السلام إذا علا قَدّ وإذا وسط قَطّ، وفی وقعة صفین: 477 ذكر أنّه قتل فیما ذكر العادّون زیادةً علی خمسمائة من أعلام العرب، وانظر كشف الیقین: 158.
    227. فی (أ): هذه.
    228. أكثر المصادر التاریخیة ذكرت أنّ عدد قتلی لیلة الهریر ویومها 36 ألف قتیل كما فی المعارف: 135، والفتوح لابن أعثم: 2 / 178، والطبری: 4 / 27، ومروج الذهب: 2 / 391، وأعیان الشیعة: 1 / 498، وكشف الیقین: 158 لكن بعض المصادر ذكرت أنّ عدد القتلی فی تلك اللیلة ویومها 70 ألف قتیل كما جاء فی كتاب سُلیم بن قیس: 176، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 208، ووقعة صفین: 475، ولكن الأصحّ هو الأوّل.
    229. تقدّمت ترجمته بالإضافة إلی أنّ فی وقعة صفین: 475 ذكر أنّ الأشتر فی میمنة الناس، وابن عباس فی المیسرة، وعلیٌّ فی القلب، والناس یقتتلون.
    230. قدّمت ترجمته وانظر المصدر السابق.
    231. فی (أ): یقبلون.
    232. فی (أ): اقتتلوا.
    233. انظر وقعة صفین: 475 لكن باختلاف یسیر وفیه: قال: ازحَفُوا قیدَ رُمْحی هذا. وإذا فعلوا قال: ازحفوا قاب هذا القوس، فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك. وفی الفتوح لابن أعثم: 2 / 173 أضاف قائلاً: فتحیرت أهل الشام من فعالهم- الأشتر ومذحج- والأشتر یومئذٍ علی فرسٍ له أدهم ذَنوب فی یده صفیحة له یمانیة، إذا طأطأها خلت فیها لهیباً، وإذا رفعها یغشی البصر من شعاعها، فهو یضرب بها قدماً قدماً، فلایصمد لكتیبة إلّا كشفها، وهو یقول:


      أهلی فداكم قاتلوا عن دینكم
      فالجبن عن أعدائكم یشینكم


      قال: ثمّ حمل فطاعن حتّی كسر رمحه علی قربوس سرجه، ووقف وهو یقول:


      الغمرات ثمّ تنجلینا
      نحن بنو الحرب بها غذّینا


      قال: فقال رجل من أصحاب علیّ علیه السلام: للَّه درّ هذا الرجل لو كانت له نیة، ولكن أظنّ أ نه إنّما یقاتل هذا القتال ریاءً وسمعة، ولا أظنّه یرید بفعاله هذا ماعنداللَّه. قال: فبلغ كلامه الأشتر فغضب من ذلك وقال شعراً:


      أیّها الجاهل المسی ء بی الظنّ
      لیس مثلی یجوز فیه الظنون


      إلی آخرها؛ قال: فندم اللخمی علی ما قال فی الأشتر وقال شعراً:


      أصابت ظنونی فی رجال كثیرةٍ
      وأخطأتُ فی ظنّی بأشتر مالك


      إلی آخرها. انظر الفتوح: 2 / 174.

      إلی أن قال: وبكی الأشتر فقال علیّ علیه السلام: ما یبكیك؟ لا أبكی اللَّه عیناك، فقال: أبكی یا أمیر المؤمنین لأنی أری الناس یُقتلون بین یدیك وأنا لا اُرزق الشهادة فأفوز بها، فقال علیّ علیه السلام: أبشر بالخیر یا مالك، ثمّ تمثّل علیّ علیه السلام


      أیّ یومیك من الموت تفر
      یوم لا یقدر أو یومَ قدر


      وانظر هذه المساجلة فی وقعة صفین: 479- 480 مع اختلاف یسیر فی اللفظ، وانظر ابن أبی الحدید فی شرح النهج: 1 / 185 حیث علّق علی هذه المساجلة بقوله: قلت: للَّه اُم قامت عن الأشتر. لو أنّ إنساناً یقسم أنّ اللَّه تعالی ما خلق فی العرب ولا فی العجم أشجع منه إلّا أستاذه علیه السلام لما خشیت علیه الإثم. وللَّه درّ القائل وقد سئل عن الأشتر: ما أقول فی رجل هزمت حیاته أهل الشام، وهزم موته أهل العراق. وبحقّ ما قال فیه أمیر المؤمنین علیه السلام: كان الأشتر كما كنتُ لرسول اللَّه صلی الله علیه وآله.

    234. انظر المصادر السابقة، والأخبار الطوال: 188، وینابیع المودّة: 2 / 9، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 208.
    235. انظر المصادر السابقة، والأخبار الطوال: 189، وتاریخ الطبری: 4 / 33، والإمامة والسیاسة: 143 وما بعدها.
    236. فی (ب): عضت.
    237. فی (أ): علیهم.
    238. انظر المصادر السابقة باختلاف یسیر فی اللفظ.
    239. انظر المصادر السابقة، وتاریخ الطبری: 4 / 34.
    240. انظر تاریخ الطبری: 4 / 34 باختلاف یسیر فی اللفظ، وقیل: إنّ عمرو قال: یا معاویة إن رجالك لا یقاومون لرجاله، ولست مثله، هو یقاتلك علی أمر اللَّه، وأنت تقاتله علی غیر أمره، وأنت ترید البقاء فی الدنیا، وهو یرید الشهادة فی الاُخری، وأهل العراق یخافون منك إن ظفرت بهم، وأهل الشام لایخافون علیاً إن ظفر بهم، ولكن ألق إلی القوم أمراً إن قبلوه اختلفوا، وإن ردّوه اختلفوا. انظر شرح النهج لابن أبی الحدید أیضاً: 2 / 208، الإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 1 / 135، الأخبار الطوال: 189، وقعة صفین: 476 باختلاف یسیر فی اللفظ حتّی أنّ معاویة قال لعمرو: إنّما هی اللیلة حتّی یغدُوَ علیٌّ علینا بالفَیصل فما تری... وفی الفتوح: 2 / 179: قال معاویة لعمرو: اللَّه ویحك أبا عبداللَّه، أین حیلك الّتی كنت أعرفها منك؟ فقال عمرو: ترید ماذا؟ قال: اُرید أن تُسكن هذه الحروب، فقد اُبید أهل الشام... وفی: 185 منه یقول ابن أعثم: كان معاویة بعد ذلك یقول: واللَّه لقد رجع عنّی الأشتر یوم رفع المصاحف، وأنا اُرید أن أسأله أن یأخذ لی الأمان من علیٍّ، وقد هممت ذلك الیوم بالهرب، ولكن ذكرت قول عمرو بن الأطنابة حیث یقول:


      أبت لی عفّتی وأبی بلائی
      وأخذی الحمد بالثمن الربیح


      انظر هذه الابیات فی تاریخ الطبری: 4 / 17 مع اختلاف یسیر فی اللفظ بإضافة (ودعا معاویة بفرس فركب وكان یقول: أردت أن أنهزم فذكرت قول ابن الأطنابة من الأنصار كان جاهلیاً والأطنابة امرأة من بلقین. وانظر معجم الشعراء للمرزبانی: 204. وانظر الأبیات أیضاً فی شرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 188.

    241. فی (أ): رؤوسهم.
    242. انظر شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 211، ووقعة صفین: 481 قال: فثار أهل الشام فنادوا فی سواد اللیل: یا أهل العراق مَنْ لذرارینا إنْ قتلتمونا ومَن لذراریكم إن قتلناكم؟ اللَّه اللَّه فی البقیة... وقریب من هذا اللفظ فی الفتوح: 2 / 178 وتاریخ الطبری: 4 / 34. وفی (أ): مَن لثغور الشام بعد أهله، ومَن لثغور العراق بعد أهله.
    243. انظر المصادر السابقة، والطبری فی تاریخه: 4 / 34 وأضاف: وننیب إلیه.
    244. فی (ب): علی .
    245. انظر تاریخ الطبری: 4 / 34، و: 6 / 27 ط اُخری والأخبار الطوال: 189، والفتوح: 2 / 187 بإضافة: ولكن معاویة وعمرو بن العاص وابن أبی معیط وحبیب بن مسلمة والضحّاك بن قیس وابن أبی سرح لیسوا بأصحاب دین ولا قرآن، وأنا أعرف بهم منكم، لأنی قد رأیتهم صغاراً وصحبتُهم كباراً، وكانوا شرَّ أطفال وشرَّ رجال... وقریب من هذا فی وقعة صفین: 489، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 186، وینابیع المودّة: 2 / 13.
    246. فی (أ): لا یسعنا.
    247. فی (أ): لیدنوا.
    248. انظر المصادر السابقة.
    249. فی (أ): مسعود.
    250. فی (أ): حسین.
    251. انظر المصادر السابقة.
    252. یقول فی وقعة صفین: 489: فنادَوه باسمه لا بإمرة المؤمنین: یا علیٌّ....
    253. انظر المصادر السابقة، وأضاف صاحب وقعة صفین:... یا علیٌّ، أجب القومَ إلی كتاب اللَّه إذْ دُعیتَ إلیه، وإلّا قتلناك كما قَتلنا ابن عفان، فواللَّه لنفعلنَّها إنْ لم تُجِبْهم. فقال لهم: ویحكم، أنا أوّل من دعا إلی كتاب اللَّه وأوّل من أجاب إلیه... وقریب من هذا فی الفتوح لابن أعثم: 2 / 183.
    254. انظر شرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 186، و: 2 / 211 وما بعدها، وقعة صفین: 490، الفتوح لابن أعثم: 2 / 183.
    255. المصادر السابقة، والأخبار الطوال: 190، والطبری: 4/35، و: 6/27، ومروج الذهب: 3/400.
    256. المصادر السابقة، والأخبار الطوال: 190، والطبری: 4/35، و: 6/27، ومروج الذهب: 3/400.
    257. فی (أ): مكانی.
    258. انظر المصادر السابقة مع اختلاف یسیر فی اللفظ، وانظر كشف الیقین: 159.
    259. فی (أ): فإنّ الفتنة ترید أن تقع فجاء....
    260. فی (أ): سترفع.
    261. انظر المصادر السابقة، وفی تاریخ الطبری: 4 / 35: ابن العاهرة وكذلك فی (ج، د).
    262. فی (أ): فخبّرونی.
    263. فی (ج): إمساككم.
    264. لیست «من الموت» فی (أ).
    265. فی (أ): البقر.
    266. انظر هذه المساجلات والمحاورات الكلامیة بین مالك الأشتر رحمه الله وبین رسول علیّ علیه السلام من جهة، وبین مالك الأشتر وبین القوم من جهةٍ اُخری، وخاصّة القرّاء الّذین أصبحوا بعد ذلك خوارج فی المصادر السابقة كالطبری: 4 / 35 وما بعدها باختلاف یسیر فی اللفظ، وكذلك ابن أعثم فی الفتوح: 2 / 183، وصفین: 490 وما بعدها، والأخبار الطوال: 190، والإمامة والسیاسة: 1 / 144.